تتكبد الولاياتالمتحدةالأمريكية 100 مليون دولار أمريكي يومياً نتيجة تدخلها العسكري في ليبيا، وتحاول وزارة الدفاع الأمريكية جاهدة تجنب التقدم بطلب حصول على تمويل طارئ من الكونغرس لتوفير الأموال اللازمة لتغطية نشاط القوات العسكرية في حال امتداد عملية "فجر أوديسا" لفترة طويلة. ووفقاً لتقرير أصدره مركز التقييم الاستراتيجي والمالي في واشنطن، فإن تقديرات كلفة عمليات اليوم الأول قد تزيد عن 100 مليون دولار، وسترتفع الكلفة الإجمالية مع تواصل العمليات. وتهدف الضربات التي جرى توجيهها إلى تطبيق الحظر الجوي الذي يركز على طرابلس والشريط الساحلي لليبيا، وهو ما يستدعي مجموعة كبيرة من الأنظمة العسكرية. وتوقع التقرير أن يتشاطر أعضاء التحالف تسديد الكلفة النهائية للضربات الجوية والطلعات الجوية التي تهدف إلى فرض الحظر الجوي، وتقدر هذه الكلفة ما بين 400 إلى 800 مليون دولار أسبوعياً. وتتوقف الكلفة النهائية التي ستتحملها الولاياتالمتحدة على طول ونطاق الهجمات، لكن المحلل في مركز التقييم الاستراتيجي تود هاريسون قال إن "كلفة العمليات قد تتجاوز مليار دولار بسهولة، بغض النظر عن كيفية سير الأمور". وعلى الرغم من أن العديد من أعضاء الكونغرس البارزين أيدوا التدخل العسكري في ليبيا، إلا أن البعض الآخر ما زال متردداً خوفاً من إطالة فترة الحرب وانعكاسها على الاقتصاد. ورأى عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ريتشارد لوغار، وهو جمهوري من إنديانا، "إن العملية ستكون مكلفة للغاية، حتى لو كانت بشكل محدود". وأضاف في حديث إلى تلفزيون "سي بي أس": "إنه لأمر غريب، ففي الوقت الذي يطغى الحديث في الكونغرس عن العجز في الميزانية، والمشاكل الاقتصادية المدمرة، نرى أن الحكومة تزيد نفقاتها العسكرية". ويقدّر هاريسون كلفة حظر الطيران فوق ليبيا بعد انتهاء الضربات الأولية حدود 30 مليون دولار إلى 100 مليون دولار في الأسبوع، على أن ترتفع هذه الكلفة إلى أعلى نطاق في حالة مواصلة التحالف ضرب أهداف أرضية. هذه التكاليف غير المتوقعة جاءت في وقت كانت وزارة الدفاع الأمريكية تمارس فيه ضغوطاً على الكونغرس لتمرير ميزانية السنة المالية 2011، إذ يحاول الكونغرس تقليص النفقات العسكرية بمقدار 23 مليار دولار للسنة المالية الحالية التي بدأت الأول من أكتوبر من أصل 708.3 مليارات دولار طلبها البنتاغون، منها 159.3 مليار دولار للحربين في العراق وأفغانستان. وبالنسبة للجيش الأمريكي، فإن التكاليف الضخمة لعملياته على ليبيا تندرج تحتها ثمن الذخائر، ووقود الطائرات، ودفع بدلات للقوات المشاركة في العمليات. ففي اليوم الأول من الضربات، أطلقت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة 112 صاروخاً من طراز "توماهوك" بعيدة المدى، والتي كلفت حوالي 112 إلى 168 مليون دولار، أي ما معدله 1.5 مليون دولار لكل صاروخ. وبلغ مجموع ذلك 112 مليون دولار إلى 168 مليون دولار. وتشتري وزارة الدفاع الأمريكية عادة حوالي 200 صاروخ سنوياً من طراز توماهوك. ويقول مراقبون عسكريون إن المقاتلات الجوية من طراز "بي 2" و"أف 15" و"أف 16 " المستخدمة في العمليات تستهلك وقوداً بكميات كبيرة، كما أن تكاليف صيانتها مرتفعة جداً، فاستخدام طائرات "أف 15" و"أف 16" يكلّف 10 آلاف دولار بالساعة، أما بالنسبة ل"بي 2" فإن هذه الكلفة تصل إلى ما بين 30 و40 ألف دولار في الساعة. في نهاية المطاف، فإن طول وحجم العملية ودور الولاياتالمتحدة ستشكل جميعها العامل الرئيسي في تحديد التكاليف. فمن شأن عملية تستمر أسبوعاً يشارك فيها عدد محدود من القوات الأمريكية أن تكبد ميزانية الدفاع الحالية مبالغ يمكن التعامل معها. ولكن إذا طالت "فجر الأوديسا" لأسابيع وأشهر، فإن البنتاغون سيلجأ إلى طرق بوابة الاقتراض.