نشط بتيزي وزو أستاذة وأطباء مختصين في الطب العقلي مداخلات متبوعة بنقاش تناولت داء القلق و الإرهاق المهني اللذان يعدان عبئا على خزينة الدولة و صناديق الضمان الاجتماعي نظرا لتكلفتهما الكبيرة. ويهدف هذا اللقاء الذي نظم بالمؤسسة الإستشفائية المتخصصة "فرنان حنفي" بوادي عيسي بتيزي وزو بحضور مستشارة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الأستاذة لاجالي وعشرات من الممارسين ينتسبون لهيئات ومستشفيات ومصالح عبر الوطن إلى محاولة تسطير إستراتيجية وطنية وقائية لدائي العصر القلق و الإرهاق المهني بالمستخدمين. وأشار مسؤول المركز الإستشفائي الجامعي لتيزي وزو البروفسور زيري إلى غياب دراسات مسح ميدانية لهذه الظاهرة بالوطن مؤكدا أن إقامة دراسات حول هذه الظاهرة تسمح "السعي لمكافحة مصادرهما بالتوازي مع إظهار تكلفتهما الكبيرة على الصحة العقلية للعامل وكذا لأثارها الاقتصادية السلبية على مردودية المؤسسة وعلى المشافي التي تتكفل بالمرضى وكذا على موارد صناديق الضمان الاجتماعي". وأشار نفس المصدر خلال هذا اللقاء الدولي المتخصص في الطب العقلي أن تفشي هذين المرضين بالجزائر "يعود أصلا إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المؤسسة في ظل العولمة من بينها هشاشة مناصب العمل وعدم استقرارها والمنافسة الاقتصادية الشرسة". كما أرجع هذا التفشي لبعض أساليب التسيير السيئة السارية المفعول التي مازالت في الواقع غير مكترثة بالصحة العقلية للعامل بينما يعد تحسين الصحة العقلية للأجير بالبلدان المتقدمة حاليا من بين الأهداف التي يلتزم بتحقيقها دوريا مسير المؤسسة. وأشار المتدخلون أن مفهوم القلق قد تطرق إليه العلماء بتفسير أعراضه خلال 15 سنة الماضية فقط منها على سبيل المثال الاضطراب العقلي غياب الشعور بالراحة والسعادة في المنصب الإعياء وغيرها. وقد نبهت المداخلات الخاصة بمحور الإرهاق المهني إلى الفراغ القانوني الذي يعتري هذا الموضوع و بالتالي الفصل القضائي المنصف في الشكاوي التي ترفع من قبل الضحايا.