إدلب و حماة على مشارف كارثة إنسانية مدن سورية في قلب الجحيم باتت منطقتا شمال شرق حماة وجنوب شرق إدلب خاليتين تماما من المراكز الطبية ومراكز الدفاع المدني مع تقدم كل من تنظيم داعش الإرهابي وقوات النظام السوري باتجاه عمق محافظة إدلب وسط نزوح كبير لآلاف المدنيين نحو المناطق الأكثر أمنا . وتحدث مصدر من الدفاع المدني السوري في شرق حماة عن إخلاء المراكز الطبية بشكل كامل من المنطقة وإخلاء نقاط الدفاع المدني ونقاط المساعدة الأخرى مع تقدم تنظيم داعش وقوات النظام على محاور واسعة في منطقتي شرق حماة وإدلب وحتى في منطقة ريف حلب الجنوبي. وأوضح المصدر أن المراكز انتقلت إلى مناطق قريبة من مدن إدلب وسراقب والمعرة وهي بعيدة نسبيا عن جبهات القتال وهو ما يزيد من صعوبة إيصال الجرحى لتلقي الإسعاف ووصول سيارات الإسعاف إلى مناطق وقوع الضحايا. النقطة الطبية الوحيدة المتواجدة في ريف حلب الجنوبي في قرية تل الضمان تعرضت لقصف من الطيران الروسي وخرجت عن الخدمة بشكل كامل . وقال الطبيب محمد المحمد أخلينا المركز الطبي في ريف حماة الشرقي بسبب المواجهات بين داعش والنظام وقصف الطيران الروسي الذي يساند قوات النظام في ذات المحور . وأضاف: كان مركزنا في قرية الشّاكوسية وعندما وصل داعش إلى مشارف القرية انسحبنا قسرا وأخلينا المركز دون حمل محتوياته وعندما تمكنت هيئة تحرير الشام والثوار من استعادة القرية عدنا ووجدنا أن داعش سرق كل معدات المركز والأدوية الموجودة في مستودعه مضيفا أن أربعة مراكز طبية في المنطقة ومستشفى وحيدا كانت تعمل تم إخلاؤها بشكل كامل . وأكد الطبيب أن ريف حماة الشرقي بات شبه خال من المدنيين وأن آلاف النازحين توجهوا إلى منطقتي ريف المعرة وسراقب والمراكز والنقاط الطبية تتولى تقديم الخدمات لهم إلا أن حجم النزوح الكبير واستمرار الصراع بين داعش والنظام ينذران بما هو أسوأ . وحذر المحمد من كارثة إنسانية وشيكة قد تصيب آلاف المدنيين النازحين الذين فروا من ريف حماة الشرقي نتيجة الغياب الكامل لمنظمات الأممالمتحدة عن المنطقة وعدم الاستجابة الحقيقية من قبل المنظمات المحلية والدولية لمتطلبات النازحين من تأمين الإقامة والإغاثة.