أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة ب الأغلبية مشروع قرار عربي إسلامي يرفض أي إجراءات تهدف إلى تغيير الوضع في القدس، وهو ما يعني رفض القرار الأميركي اعتبار المدينة المقدسة عاصمة إسرائيل. وجاء التصويت في جلسة طارئة على مشروع القرار-الذي قدمته تركيا واليمن باسم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامية- بموافقة ثلثي الأعضاء بواقع 128 صوتا، مقابل تسعة أصوات رافضة وامتناع 35 عن التصويت، في حين انسحبت مالي وأفغانستان من المشاركة في تقديم المشروع. ويؤكد القرار أن أي إجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس ملغاة وباطلة، ويدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط. كما يطالب قرار الجمعية العامة جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس. وقال مراسل الجزيرة مراد هاشم إن هذا القرار رسالة للرئيس الأميركي دونالد ترمب يفيد برفض قراره اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك لتهديده بمعاقبة الدول التي تصوت لصالح القرار عبر قطع المساعدات المالية لها. وفي الكلمات التي سبقت هذا التصويت، أعرب المندوب اليمني عن الأسف لاستخدام واشنطن الفيتو في جلسة مجلس الأمن الاثنين الماضي بشأن قرار لحماية القدس، كانت مصر قدمته بطلب من الفلسطينيين. من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن القدس مفتاح السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الفيتو الأميركي "لن يثنينا، ولن ترهبنا أي وعود دينية بشأن القدس". وأشار إلى أن المنظومة الدولية تمر باختبار غير مسبوق مع تطورات قضية القدس، داعيا جميع الأعضاء بمن فيهم الولاياتالمتحدة للتصويت لصالح مشروع القرار. ولفت المالكي إلى أن طلب عقد هذه الجلسة ليس عداء للولايات المتحدة بقدر ما هو نتيجة لاعتداء القرار على المسلمين والمسيحيين. وأكد أن القرار الأميركي لن يؤثر على مكانة القدس القانونية، بل على مكانة واشنطن كوسيط لعملية السلام. أما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فقال إن التصويت اليوم على مشروع القرار مهم لأنه يعلِم الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم. وهاجم أوغلو تهديد الولاياتالمتحدة لمن يُصوّت لصالح القرار، وقال إنه من غير المقبول "التنمر" الأميركي. لكن المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نكي هيلي أعربت عن إصرار بلادها على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، باعتبار ذلك أمرا يعكس إرادة الشعب الأميركي، وفق تعبيرها. وقالت هيلي إن واشنطن لن تنسى هذا اليوم الذي تهاجَم فيه بالأممالمتحدة لأنها مارست حقها كدولة ذات سيادة، مذكرة بأن الولاياتالمتحدة هي أكبر مساهم بالأممالمتحدة "وتتوقع أن تقابَل بالامتنان والتقدير". وقد غادرت المندوبة الأميركية الجلسة عقب كلمة المندوب الإسرائيلي الذي قال إن من يدعم مشروع القرار اليوم "مجرد دمى". ويؤكد مشروع القرار -الذي كانت واشنطن اعترضت عليه بمجلس الأمن- أن أي تغيير في وضع القدس ليس له فعالية قانونية، ويعد باطلا وملغى ويدعو إلى التراجع عنه لسحب قرار الرئيس الأميركي اعتبار القدسالمحتلة عاصمة إسرائيل. وقد انعقدت الجلسة الطارئة وفق القرار 377 لعام 1950 المعروف بقرار "الاتحاد من أجل السلام". وعقدت الجمعية العامة عشر جلسات فقط من هذا النوع طوال تاريخها. وكانت الإدارة الأميركية هددت الدول التي تنوي التصويت لصالح القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بقطع المساعدات المالية. يُذكر أن القدس الشرقية ضمتها إسرائيل بعد أن احتلتها عام 1967 ثم أعلنت المدينة عاصمتها "الموحدة". ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك، ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.