أكد المؤرخ بنجامين ستورا يوم الأربعاء بباريس أن ملف جماجم المقاومين الجزائريين جاء ليذكر ب محطة دموية للاستعمار الفرنسي واصفا قضية الذاكرة بين فرنساوالجزائر بالموضوع الثقيل جدا . وأوضح المؤرخ الفرنسي خلال تدخله أمام المشاركين في ملتقى نظمته جمعية الفضاء الوطني تاريخ وذاكرات حرب الجزائر تحت عنوان حرب الجزائر: تاريخ ذاكرات أن قضية جماجم المقاومين الجزائريين المتواجدة بمتحف الإنسان بباريس منذ ما يقارب قرنين جاءت لتذكر ب محطة دموية للاستعمار وحرب الغزو العسكري 20 سنة بعد معاهدة التافنة التي وقعها الأمير عبد القادر سنة 1837 . وقد حاول المؤرخ بنجامين ستورا من خلال مداخلته بعنوان الذاكرات الجريحة لحرب الجزائر تقديم إجابات لإشكالية تهدئة الذاكرة بين البلدين بالرغم من نشر العديد من الدراسات والبحوث بعد مرور 60 سنة. وأوضح المؤرخ أنه عند معالجة ملف الذاكرة بين فرنساوالجزائر لا ينبغي نسيان الجزائريين الذين عاشوا الاستعمار والحرب بشكل جد صعب لاسيما نتيجة اضطهاد وتقتيل ونفي السكان الذين كان أغلبهم قرويون . ويرى المؤرخ الفرنسي أن التاريخ المشترك بين البلدين تم بناؤه بشكل متباين على أسس قومية مختلفة موضحا أنه في حين ان القومية الفرنسية بنيت على الاستعمار وغزو الجزائر فإن القومية الجزائرية بنيت على رفض الاستعمار إذ أن حرب التحرير أضفت الشرعية على الأمة التي تكونت عبر الزمن وهو ما يوضح -كما قال- ثقل ملف الذاكرة بين البلدين بسبب تصادم القوميتين . وفي نفس السياق قال السيد بنجامين أنه يكاد يكون مستحيلا كتابة تاريخ مشترك لأن هناك تواريخ موازية بنيت على خلفية العلاقة بين مجتمع أخضع للسيطرة (الجزائر) والذي تغلب عليها في نهاية المطاف ومجتمع مسيطر (فرنسا) الذي هُزم معتبرا أن هذا التاريخ يمكن تقاسمه ولكن هذا يتطلب الوقت .