كثير من الناس يرى أن أهم وأكبر عيوب السمنة يكمن في الشكل الخارجي والنظرة الاجتماعية للمريض بها. لكن أثبت كثير من الدراسات العلمية أن مخاطر السمنة تتعدى المظهر الخارجي بكثير؛ فالسمنة مسئولة عن الكثير من الأمراض القاتلة التي تودي بحياة كثير من الناس، فقد أكدت دراسات أجريت مؤخرًا أن نسبة الوفاة الناجمة عن الوزن الزائد تصل من 14 في المائة إلى 20 في المائة من إجمالي الوفيات، كما أن السمنة من أكبر العوامل المؤدية للموت المبكر والمفاجئ. ومن أهم الأمراض التي يتعرض لها المصابون بالسمنة، الأمراض المصاحبة للسمنة، كالسكتة الدماغية، وأمراض القلب والرئة؛ فالوزن هو حمل على القلب والرئتين فيحتاج كل منهما إلى مجهود مضاعف، فمريض السمنة معرض، القلب الشحمي أو الدهني، والذبحة الصدرية، وحدوث الجلطات، وأشارت دراسة طبية إلى ارتفاع إصابة النساء في منتصف العمر بالجلطات بنحو ثلاثة أضعاف على ما كانت عليه قبل نحو عقد، وهو ما عزاه الأطباء إلى ارتفاع نسبة السمنة والوزن الزائد عند النساء. كما من نتائجها ايضا الإصابة بالحصوات المرارية، والفشل الكلوي، وقد ذكر باحثون أن السمنة ترفع من خطورة الإصابة بالفشل الكلوي المزمن بمعدل ثلاثة أضعاف الخطورة لدى الأشخاص العاديين، وغالبًا نجد أن نسبة الأملاح مرتفعة لدى المصابين بالسمنة، اضافة الى العقم، حيث قد يحدث العقم كنتيجة لبعض الاضطرابات الهرمونية عند الشخص البدين. ووجد الاطباء ، يوجد ارتباط بين ارتفاع حمض اليوريك والسمنة، وبالتالي الاصابة بداء النقرس، وبتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم. ومرض السكر، وآلام المفاصل، والتسّرب الدهني إلى الكبد وتشمّعه . الى جانب السرطان؛ فقد ثبت أن معدلات وفيات البدناء بسبب السرطان تصل إلى 14 في المائة، بين الرجال، و20 في المائة بين النساء، مقارنة بقرابة 30 في المائة جراء التدخين. وكثير من الأبحاث تطرح المزيد من الأدلة التي تربط بين السمنة والإصابة بأنواع عدة من أمراض السرطان، منها: «الثدي، والكبد، والبنكرياس، والأمعاء»، مشيرًا كذلك إلى ارتباط الكحول بأنواع محددة من أمراض السرطان. هذا بالإضافة إلى أمراض أخرى كآلام أسفل الظهر والإرهاق وصعوبات التنفس، وبعض الأمراض الجلدية. ومن اضرارها النفسية اياض، الاصابة بالاكتئاب والسمنة فهما وجهان لعملة واحدة، وهذه المقولة ليست مجرد جملة لا سند لها، بل إن الدراسات العلمية أثبتتها، فانخفاض معدل مادة السروتونين بالدم يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، كما أن هذا الانخفاض يقود إلى الشراهة في تناول الطعام وهو ما يؤدي بالقطع إلى الإصابة بالسمنة، وهكذا يرتبط الاكتئاب بالسمنة، والسمنة بالاكتئاب.. وفي علاقاتهما معًا تؤكد السمنة الاكتئاب، بينما يمنع الاكتئاب صاحبه من علاج السمنة. ليس هذا فحسب بل إن نسبة كبيرة من المصابين بالسمنة كثيرًا ما يعانون من الانطواء الاجتماعي، والإحساس الدائم بالفشل.