أَعلَن متحدث باسم الثوار في ليبيا أنهم سيطروا على مدينة سرت الاستراتيجيَّة ومسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي، مشيرًا إلى أنهم لم يواجهوا مقاومة تذكر خلال معارك تحرير سرت. وقال شمس الدين عبد مولاه، المتحدث باسم المقاومين: إنه تأكَّد سقوط سرت في يد المؤيدين للديمقراطيَّة، مضيفًا: المقاومون لم يواجهوا مقاومةً كبيرة من قوات القذافي" ولم يتسنَّ الحصول بشكلٍ فوري على تأكيد مستقلّ لهذا الإعلان. وأطلقت النار ابتهاجًا بهذه المناسبة ودوَّت أبواق السيارات في معقل المعارضة الشرقي في بنغازي مع انتشار أنباء بيان المقاومين بشأن سرت. وسمع دوي تسعة انفجارات قويَّة صباح الاثنين في سرت، فيما كانت طائرات تحلّق فوقها ما يدفع للاعتقاد أنها ناجمة عن غارة جوية شنَّها التحالف. وذكر مراسل وكالة رويترز أنه سمع في سرت، وهي قاعدة عسكريَّة مهمَّة، صوت عدد من الانفجارات الليلة الماضية، ولم يتضحْ ما إذا كانت هذه الانفجارات في البلدة أو في أطرافها. كما شاهد المراسل أيضًا قافلة من 20 مركبة عسكريَّة من بينها مركبات تعلوها مدافع مضادَّة للطائرات تغادر سرت في اتجاه الغرب نحو طرابلس إلى جانب عشرات من السيارات المدنية التي تقلُّ عائلات وتحمل أغراضًا شخصيَّة. وتقدم جيش المقاومين غربًا لاستعادة سلسلة من البلدات من قوات القذافي التي تعرَّضت للقصف من غارات جويَّة غربيَّة. وفي سياق ذي صلة، أَعرَب وزيرا الخارجيَّة والدفاع الأمريكيان هيلاري كلينتون وروبرت غيتس عن ثقتهما في العمليات العسكريَّة الدوليَّة المتواصلة في ليبيا، مشيرين إلى أن قوات النظام الليبي تتراجع، وأن أيام العقيد معمر القذافي باتت معدودة. وأكَّد الوزيران في مقابلة مشتركة ضمن برنامج "واجه الأمَّة" على محطة "سي.بي.إس نيوز" الأمريكيَّة وأُذيعت أمس أن العمليات العسكريَّة في ليبيا تسير على ما يرام، لكنهما رفضا توقّع كم ستدوم. وقال غيتس: "المهمَّة العسكريَّة تسير على ما يرام، وأعتقد أننا حقَّقنا نجاحًا كبيرًا، لم يكن لدي أي شك بأننا سنقوم بسرعة بفرض حظر جوي وتدمير الدفاعات الجوية للقذافي" وفقًا لصحيفة "دار الخليج". وردًّا على سؤال عن الوقت الذي ستستغرقه العمليَّات، أجاب: "لا أحد لديه أدنى فكرة عن أن قوَّة الزعيم الليبي استنفدت بشكلٍ كبير"، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الاحتمالات مع استمرار الضغط الدولي ومع استنتاج الأشخاص حول القذافي بأن لا مستقبل لهم إن بقوا معه. ورفض غيتس اتّهامات بتسبب القوات الأمريكيَّة بسقوط ضحايا مدنيين، وأكَّد أن تقارير استخباراتية تشير إلى أن قوات القذافي تنشر جثث مدنيين قتلتهم في مواقع استهدفتها قوات التحالف، لافتًا إلى أن أيام القذافي معدودة. واعتبر أن الثورات التي تهزُّ الدول العربيَّة منذ مطلع السنة تشكل أكبر موجة تحولات منذ سنوات الاستقلال وربما حتى منذ سقوط الدولة العثمانيَّة. من جهتها، اعترفت هيلاري بضعف الثوار الليبيين من الناحية العسكريَّة، إلاّ أنها قالت: "رأينا إلى الآن تقدمًا كبيرًا"، مؤكدةً أن المعارضة تعزَّزَت بفضل المنشقين من الجيش، وأن الثوار "شجعان جدًّا وهم يتقدمون وبدأوا يستعيدون أرضًا خسروها حين كان القذافي يفتك بهم وأن النتائج على الأرض قيّمة جدًّا".