علاء البشبيشي اسمه "ياسر قاضي"، وكنيته " أبو عمار"، ومهنته "أستاذ جامعي".. وهو داعية إسلامي معروف في كثير من الأوساط الإسلامية في الولاياتالمتحدة، وكندا، وانجلترا وأستراليا. يحظى بشهرة لا بأس بها في أوساط الشباب المسلم بأمريكا، ويحاضر أمام عشرات الآلاف، ولديه آلاف المعجبين على صفحتيه في تويتر وفيس بوك. لفتت شعبيته أنظار العملاء الأمريكيين، وأقلقهم تأثيره في أوساط الشباب، فوضعوه تحت الملاحظة، وهكذا وجد الرجل نفسه عالقاً بين استخبارات متشككة، وشباب متحمس. وُلِد في هيوستن، تكساس بالولاياتالمتحدةالأمريكية، عام 1975، من أبوين باكستانيين. وتعلم في ثانوية بجدة, في المملكة العربية السعودية, وأتم درجة بكالوريوس العلوم في الهندسة الكيميائية من جامعة هيوستن بأمريكا. عمل في شركة "داو" الكيميائية، قبل أن يقرر دراسة الإسلام؛ فحصل على بكالوريوس في علم الحديث من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهو يكمل حالياً الدكتوراه في الدراسات الإسلامية في جامعة يال في نيو هيفن، كونيتيكت بأمريكا. يعمل حالياً معلماً وموجهاً في معاهد إسلامية, ويشارك في برامج تلفزيونية على القناة الإسلامية في بريطانيا, وقناة الهدى في السعودية, وقناة الفجر في مصر، وقناة السلام بأمريكا وبريطانيا والهند, حيث يرشد في الدين ويقدم دروساً في السيرة, وقراءة القرآن ، ومسائل أخرى, كما أنه يدون في موقع (MuslimMatters.org ). ألف عدة كتب، منها: (الدعاء: سلاح المؤمن- شرح أصول الشرك الأربعة- مدخل إلى علوم القرآن- دراسة نقدية للشرك- الرياء: شرك – خفي). يتحدث المراقبون عن تأثره سلبًا بالفترة التي قضاها في السعودية، فيما استخدم منتقدوه قوله أثناء خطاب ألقاه في لندن عام 2001: "هتلر لم يفكر يوماً في إبادة اليهود"، منصة للهجوم عليه، ووصمه بمعاداة السامية. لكن الصحافة الأمريكية تعترف بأنه تبنى خلال السنوات الأخيرة خطاباً أكثر تسامحًا، يعزز التنوع الفكري بين أتباعه، وينصح تلاميذه بصنع توازن بين التعاليم الإسلامية والأعراف الأمريكية، وهو شخصيًّا يرى في أمريكا المكان الأمثل لحياة المسلم، حيث "تشعر بدينك بينما تعيش كأقلية". ورغم أنه محسوب على السلفيين، لم يتردد في مدَّ جسور مع الصوفية، الأمر الذي أغضب البعض، مثل "سمير خان"، المدون من نورث كارولينا، معتبرًا أخطاء قاضي من شأنها تدمير المسلمين، (يُعتَقد أن "خان" يدير الآن أحد المجلات التابعة للقاعدة في اليمن). وصفه مراسل شبكة فوكس نيوز، العام الماضي، بأنه (ذئبٌ في ثياب حَمَل)، ورأت مجلة نيويورك تايمز في عددها الأخير-الذي تصدرت صورتُه غلافَه- أن آراءه لا تلقى قبولاً لدى الأمريكيين، لكنها لم تجد بُدًّا من الاعتراف بأنه أبعد ما يكون عن التطرف، وأنه يرفض استخدام العنف كوسيلة للتغيير، الأمر الذي يجعله، وأمثاله من العلماء المسلمين في أمريكا، شريكاً رئيساً في مواجهة التطرف، لا مصدراً لترويجه. عقب نجاح الثورة المصرية، كتب "قاضي" في مدونته: "لقد أكدت الثورة أن التغيير لا يمكن أن يحدث بالتشدد، لكنه يبدأ كفكرة تستحوذ على القلوب داخل المنازل، ثم ينتقل تدريجيًّا إلى الشوارع، ومن ثم يهزُّ عروش الحكومات". وبينما يرى بعض المحللين الحكوميين أن أمريكا – في سياق مواجهتها لخطر التطرف الداخلي- أمامها الكثير كي تتعلمه من علماء المسلمين، أمثال "قاضي"، الذي أكد أن "مسلمي أمريكا في طليعة من يحاربون التطرف؛ لأنهم أول من سيكتوي بناره... سيخسرون هويتهم، وهيبتهم، وسيتعرض دينهم للتشويه، وهو أمر لا يرغبون في حدوثه أبدًا". لكن أحد مسئولي مكافحة الإرهاب أعرب عن خشيته من أن تؤثر الأحداث العالمية على تفكير هؤلاء العلماء، فتجعلها أكثر تشددًّا. لذلك يبقى السؤال قائمًا: إلى أي مدى ستتشاور الإدارة الأمريكية مع الإسلاميين الذين لا ينتهجون العنف، أو تساعدهم بتوفير ما يسميه "قاضي" "مساحة آمنة" تتيح للمسلمين النقاش بحرية حول القضايا المثيرة للجدل دون خوف من العواقب؟!