عرض: وليد بوعديلة تكتب المبدعة والباحثة الجامعية فوزية عساسلة(أستاذة بجامعة قالمة) دراسات هامة في المجالات اللغوية و البلاغية كما تنجز مشروعا ضخما يهتم بجمع المنجز العلمي و الثقافي للعلماء والمبدعين الجزائريين وهي قد سعت لتأليف مجموعة من المعاجم لتضعها امام القارئ الجزائري والعربي وهذه الورقة وقفة عند كتابيين او معجمين أصدرتهما الباحثة في هذا السياق العلمي. 1-كتاب معجم السير الندية : إن الكتاب الأول هو عبارة عن معجم وقد أنجتزه الدكتور عساسلة سنة 2014 وعنوانه الكامل هو معجم السير الندية لعلماء ومبدعي الجامعة الجزائرية في جزئين يتضمن أسماء لكثير من العلماء و الأساتذة والمبدعين الجزائريينالمعاصريين مثل: واسيني الأعرج السعيد مومني محمد مرتاض محمد ساري ميلود قيدوم عبد المللكمرتاض عبد الغني خشه عبد الله عيسى لحيلح أحسنثليلاني احسن دواس يوسفوغليسي فيصل الأحمر... وعملية إنجاز معجم عن المبدعين الجزائرين هي عملية صعبة وقد بدأها في بداية القرن العشرين محمد الهادي السنوسي في كتابه شعراء الجزائر في العصر الحاضر وتوالت الكتب إلى أن أنجز بعض الباحثين في جامعة منتوري بقسنطينة موسوعة الشعر الجزائري عن دار الهدى سنة2002 والباحثون هم الدكاترة الربعي بن سلامة محمد العيد تاورته عمار ويس عزيز لعكايشي وكتب عبد الملك مرتاض معجم الشعراء الجزائريين في القرن العشرين عن دار هومة2006 وهناك إسهامات كثيرة عن علماء الجزائر وشعرائها ومثقفيها قد كتبت عبر جامعات الوطن ومنها ما هو عمل بحثي معروف وامتد حضوره في المكتبات عبر كامل الوطن ومنها أعمال غير معروفة وظلت منتشرة في ولايات محدودة وربما في ولاية واحدة؟؟ كما التفت بعض الباحثين للنقاد و المفكرين كما هو شأن مجموعة باحثين في مخبر الأدب العام و المقارن بجامعة عنابة( هم:الدكاترة:-شريبط أحمد شريبط صالح ولعة على خفيف اسماعيل بن صفية) وقد ألفوا معجم أعلام النقد العربي في القرن العشرين وفيه الكثير من الكتاب و النقاد الجزائريين. و معجم الباحثة فوزية عساسلة معجم السير الندية يقدم للقارئ الجزائري و العربي تعريفا او سيرة ذاتية لكل اسم أدبي أو فكري و فيها النشاط العلمي والمؤلفات المنشورة والإسهام الثقافي والعلمي داخل الجزائر وخارجها فيتمكن القارئ من معرفة جوانب مختلفة لمبدعي وباحثين جزائريين وأغلبهم يبدعون في الكتابة الشعرية أو الروائية أو المسرحية ليتأكد أن المدرسة الجزائرية قد أنجبت الكثير من العلماء والمثقفين الذين يصنعون المشهد الثقافي الجزائري بل والمشهد الثقافي العربي كذلك وقد أنجزت الدكتور ة فوزية عساسلة عملا كبيرا من المفروض ان تنجزه مؤسسات الدولة عبر مديرات الثقافة او ضمن مخابر البحث الجامعية الكثيرة في الوطن. وهذا العمل قد تحقق بفضل تضحيات كبيرة من الدكتورة لأنها تؤمن بأهمية الاعتراف بجميل أهل العلم وقد لاحظنا اقتصارها على الباحثين المختصين في الدراسات الأدبية و اللغوية وقد تتوقف في المستقبل عند باحثين جامعيين من حقول معرفية متعددة فهناك الشعراء و الروائيون والمسرحيون في الحقول العلمية الطبية التكنولوجية الاجتماعية الإنسانية القانونية... وهو يحتاجون لمعجم يعرف بهم. وقد ينجز هذا العمل فريق بحث وطني تشرف عليه الدكتورة عساسلة في مؤسسة أكاديمية أو يتكفل به فريق بحث ضمن مخابر الباحث المختصة في الدراسات الانتروبولوجية الثقافية و الاجتماعية لأنه عمل كبير متعب يفوق الطاقة الفردية ويحتاج إلى جهد مؤسساتي جماعي. وللباحثة عساسلة الأسبقية في التفكير في معجم عن الجامعيين الذين جمعوا بين البحث العلمي والإبداع الأدبي. تقول الدكتور عساسلة في معجمها: ابتعادا عن ثقافة التقليل من شان العلمو العلماء التي تعد ظاهرة غريبة على مجتمعنا العربي الإسلامي ن واقترابا مما أوصى بع الله ورسوله من إعلاء شان العلماء أردنا ان يكون هذا المعجم لبنة أخرى لجمع ما تيسر جمعه من سير علمائنا الجزائريين الذين توازي مجهداتهم و مكانتهم مجهودات و مكانة العلماء العرب والغربيين قديمهم وحديثهم... 2- كتاب صفوة الكتّاب في اللغات والآداب : هو الكتاب الثاني للدكتور ة عساسلة حيث تواصل جهدها الدؤوب للاحتفاء بالثقافة والمثقف في الجزائر و قد صدر مؤخرا هذا الإصدارالجماعيالجديد أشرفت عليه وجمعت أعماله الدكتورة بعنوان صفوة الكتّاب في اللغات والآداب عن دار خالد اللحياني للنشر والتوزيع بالأردن ودار من المحيط إلى الخليج للنشر-سنة2017. وهو كتاب جمعت فيه الباحثة الكثير من الدراسات لكتاب و أساتذة جامعيين نشروا أبحاثا عميقة عن الأدب والثقافة و التراث في الجزائر. وقد أسهمت الدكتور فوزية عساسلة بدراسة بلاغة المثل الشعبي الجزائري ودوره في بناء الناشئة حيث يجد القارئ تعريفا بالمثل سمات المثل بلاغته دوره في بناء الناشئة والعلاقة بين البلاغة والمثل. ونشر الدكتور طارق ثابت دراسة موسومة ب: الموضوعات والبرامج السردية وتشكل الأنظمة العاملية للشخصيات المدينة في شعر أحمد الطيب معاش ونقرأ للأستاذة ليلى زغدودي دراسة عن صورة المرأة في الأمثال الشعبية الجزائرية. وتكتب الأستاذة عائشة لعباديلة مقالا حول جماليات التوظيف الأسطوري في الشعر العربي المعاصر . ويسهم الدكتور وليد بوعديلةبدراسة عن الحضور السياسي والاجتماعي في الرواية الجزائرية كما كتب الدكتور موسى كراد عن الواقع الإبداعي المتخيل في رواية السيرة الذاتية الجزائرية. ويمكن للقارئ ان يطلع لإسهامات كتاب ودكاترة من جامعات جزائرية مختلفة مثل :لزهر فارس ماجدة عميرة حدة روابحية عمراني اميرة خدوجة صورية شيحي عمار ايت قاسي. في الأخير: للتذكير فالدكتورة فوزية عساسلة أستاذة بجامعة قالمة هي باحثة جامعية متخصصة في البلاغة العربية والأسلوبية وأديبة توظف نصوصها كثيرا التراث الشعبي الجزائري وقد شاركت في ملتقيات وطنية ودولية ونشرت مقالات علمية في مجلات أكاديمية جزائرية. وقد ترأست مشاريع بحثية وطنية في البلاغة والاسلوبية و هي عضو منظم في كثير من الملتقيات العلمية بجامعة قالمة وقد أصدرت مجموعة من المؤلفات منها: -كتاب عالم الأسلوبية ابن رشيق المسيلي مفاهيمالبيان مطبعة المعارف بعنابة.2012 - كتاب التلقي و الإبداع في عصر بني العباس مطبعة المعرف بعنابة 2013 . - شموع تحترق(قصة بالعامية الجزائرية) مطبعة المعارف 2013 -أمينة في أحاديث المساء (رواية) عن مطبعة المعارف(2013. -ولاد قبلة كاف الريح (من حكايات الأجداد و فيها القصص الشعبي والشعر الثوري والأمثال الشعبية) مطبعة المعارف.2013 - وهذا بالإضافة إلى بعض المخطوطات مثل:مخطوط جماليات النص القرآني ومخطوط بين العامية الجزائرية واللغة العربية الفصيحة . وتندرج كل إسهامات في التعريف العلماء والمثقفين الجزائريين مع كشف الملامح المتميزة من التاريخ الثقافي الجزائري وهي إسهامات تحتاج إلى الثناء والشكر من السلطات المحلية والمجتمع المدني في ولاية قالمة وكذلك تحتاج إلى تشجيع من مسؤولي جامعة قالمة التي تدرس فيها فللدكتورة كل الشكر ومزيدا من الإبداع و النجاح العلمي و المهني والاجتماعي.