م· راضية دخل اعتصام الأساتذة المتعاقدين أمس يومه العاشر على التوالي بعدما أصرّ هؤلاء على التموقع بحوافي طريق المرادية إلى غاية النّظر إلى انشغالهم المتعلّق بالإدماج، في انتظار قرارات الوصاية بما فيها رئاسة الجمهورية التي يفترض أن تعلن عن آخر الإجراءات اليوم أو نهاية الأسبوع على أكثر تقدير، في الوقت الذي يعاني فيه المئات من الأساتذة من مشاكل صحّية وأخرى نفسية نتيجة الضغوطات التي يعيشونها في الشارع منذ 10 أيّام دون تدخّل السلطات لإيجاد حلول سريعة تشفي غليلهم· من المنتظر أن تعلن الجهات الوصية بما فيها وزارة التربية ومستشار بالرئاسة الذي كان قد وعد بمهلة أسبوع من أجل النّظر في القضية والردّ على الأساتذة المعتصمين اليوم أو مع نهاية الأسبوع الجاري على أكثر تقدير بخصوص القرار الذي يخصّ فئة المتعاقدين الذين اشترطوا حصولهم على وثيقة رسمية وممضية من الوصايا كشرط وحيد وأساسي تقرّ بإدماجهم بدون شروط ولا قيود حتى يتنازل هؤلاء عن اعتصامهم المطوّل والعودة إلى ذويهم· علما أن ممثّلي المحتجّين استدعيوا أمس من طرف الوزارة للتشاور حول القضية التي ينتظر أن يفرج عنها في القريب العاجل حسب ما يتمنّاه كلّ أستاذ محتجّ من الذين يجابه أغلبهم معاناة حقيقية صحّية منها وأخرى نفسية في ظلّ الظروف الصّعبة التي يكابدونها في الشارع منذ فترة 10 أيّام· هذا، وكان المعتصمون قد أطلقوا على أيّام احتجاجهم تسميات مختلفة، منها "وقفة السبت الصامتة" ردّا على صمت السلطات والجهات المعنية التي لم تحرّك ساكنا لأجل إيجاد حلول لمطالبهم، و"جمعة الغضب" وغيرها من التسميات التي رفعوا من خلالها شعارات ولافتات هاتفين ب "الإدماج أو الممات"، إدماج، صامدون، صامتون، طامحون للإدماج مطالبون"، "ما راناش رايحين أهنا بايتين"، "صامدون لسنا سياسيين"، "أريد حقّي في الإدماج" و"الإدماج بدون شروط" هي عبارات وغيرها تغنّى بها المحتجّون تندّد ب "الحفرة"، خاصّة وأنهم أهينوا من طرف مصالح الأمن في العديد من التدخّلات أفضت إلى إصابة أكثر من 15 أستاذا بجروح أمس الأوّل إثر مشادّات مع قوّات مكافحة الشغب التي لاتزال تطوّق المكان خوفا من انزلاقات قد تحدث بالمنطقة التي يتواجد بها مقرّ جدّ حسّاس تابع لأهمّ معالم للدولة وهي الرئاسة· للتذكير، فإن قضية الأساتذة المتعاقدين وجدت تزكية كبيرة من طرف نقابات التربية كلّ من "الإينباف" و"الكنابست" اللتين طلبتا تدخّلا من طرف رئيس الجمهورية لإخراجهم من المأزق الذي يعيشونه وضرورة التكفّل بقضيتهم مع إيجاد حلول سريعة تقضي بإدماجهم في مناصبهم التي شغلوها منذ سنوات أو مناصب أخرى تعادل شهادتهم الدراسية، وذلك بالنّظر إلى الواقع المرير الذي يكابده هؤلاء الذين لايزالون في إضراب مفتوح أمام مقرّ الرئاسة منذ 10 أيّام مصرّين على مواجهة البرد والمخاطر اللّيلية والأمراض الصحّية إلى غاية منحهم ردّا رسميا ومكتوبا يقضي باستعادة حقوقهم