الوصايا العشر فى آخر سورة الأنعام الأمر باتباع الصراط المستقيم معنى الصراط المستقيم : القرآن الكريم والسنة المطهرة أو الإسلام الحكيم أو الشرع القويم أو الدين الحنيف والمعنى واحد ومن الأدلة: آية الأنعام قال الله تعالى : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأنعام: 153) . قال الطبري رحمه الله : وصراطه : يعني طريقه ودينه الذي ارتضاه لعباده مستقيمًا : يعني قويمًا لا اعوجاج به عن الحق فاتبعوه يقول : فاعلموا به واجعلوه لأنفسكم منهاجًا تسلكونه (كما في تفسيره ) وقال القرطبي رحمه الله : والصراط : الطريق الذي هو دين الإسلام مستويًا قويمًا لا اعوجاج فيه فأمر باتباع طريقه الذي طرقه على لسان نبيه وشرعه ونهايته الجنة (كما في تفسيره ) . قلت : والسير على الصراط المستقيم الأخذ بكتاب الله وسنة رسوله على طريقة وفهم سلف الأمة عقيدة وعلمًا وعملاً وسلوكًا . بيان السبل التي يجب على المسلم اجتنابها : يجب على كل مسلم اجتناب السبل المخالفة للكتاب والسنة ومنهج أهل السنة كالملل الكافرة كاليهودية والنصرانية والمجوسية وغيره كالفرق الهالكة كالرافضة والجهمية والمعتزلة وغيرها وهذا معنى قوله تعالى في آية الأنعام : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ (الأنعام: 153) قال الطبري رحمه الله : يقول : ولا تسلكوا طريقًا سواه ولا تركبوا منهاجًا غيره ولا تبغوا دينًا خلافه من اليهودية والنصرانية والمجوسية وعبادة الأوثان وغير ذلك من الملل فإنها بدع وضلالات (كما في تفسيره ) وقال البغوي رحمه الله : وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ أي الطرق المختلفة عدا هذا الطريق مثل اليهودية والنصرانية وسائر الملل. وقيل: الأهواء والبدع(كما في تفسيره) . وقال ابن الجوزي رحمه الله : أما السبل فقال ابن عباس : هي الضلالات وقال مجاهد : البدع والشبهات (كما في تفسيره)وقال القرطبي رحمه الله : وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر أهل الملل وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام هذه كلها عرضة لزلل ومظنة لسوء المعتقد قاله ابن عطية .