حملة أطلقها ناشطون لإيصال صوتهم للعالم الغوطة تصرخ: أنا عايش نحو 700 قتيل في عشرة أيام من وسط ركام الغوطة الشرقية التي تتعرض لحملة عسكرية تعتبر الأشرس يخرج صوت أطفالها المحاصرين منذ 5 سنوات . وأطلق ناشطون في الغوطة الشرقية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بوسم #أنا_عايش لإيصال صوتهم إلى العالم. ومع الوسم نشر الناشطون صوراً لهم وللأطفال يرفعون فيها أيديهم اليمنى للأعلى في إشارة إلى أنهم لا يزالون أحياء بعد القصف الذي تتعرض له غوطة دمشق. وعلى الرغم من كل الدمار الذي طال شوارعها وأنحاءها فإن البحث عن الحياة والأمل مازال موجوداً. فمشاهد الحركة والمشي على الأقدام والدراجات للناس في الغوطة الشرقية تقول للعالم بصوت مكلوم #أنا_عايش. ولقيت الحملة تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل في داخل الغوطة وخارجها. كما كتب الناشطون تحت صورهم التي نشروها: إذا أردت أن تقف معنا صور نفسك كما أنا صورت نفسي وانشر صورتك واكتب أنا أقف معكم . ويطالب هؤلاء من ينوي الانضمام إلى حملتهم بدعوة العالم للوقوف مع الغوطة الشرقية وأطفالها. كذلك أكد عدد من الأطفال في الغوطة أن اشتراكهم في حملة #أنا_عايش تأتي على الرغم من كل الظروف القاسية التي يعيشونها. وتأتي هذه الحملة في وقت أظهر فيه تقرير للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في الغوطة الشرقية الجمعة مقتل 666 شخصاً بينهم 127 طفلًا و95 امرأة في الفترة الممتدة ما بين 19 و28 فيفري الماضي جراء هجمات نظام الأسد وروسيا. وأشار التقرير إلى إصابة ألفين و278 شخصاً جراء الهجمات بينهم 658 طفلاً و540 امرأة و7 من موظفي الدفاع المدني في الفترة ذاتها. وكان مجلس الأمن قد أقر السبت الماضي القرار 2401 الذي طالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العسكرية لمدة 30 يوماً على الأقل في سوريا ورفع الحصار المفروض من قبل قوات النظام عن الغوطة الشرقية والمناطق الأخرى المأهولة بالسكان. مزيد من الضحايا بمأساة مستمرة في غضون ذلك: استمر القصف الجوي والمدفعي لمدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق حيث سقط 22 قتيلا -على الأقل- وجرح آخرون الجمعة في حين يزداد الوضع الإنساني سوءا مع استمرار منع المساعدات. وقالت المصادر إن 22 شخصا على الأقل قتلوا وجرح آخرون وأضاف أن من بين تلك الغارات أوقعت غارة في دوما سبعة قتلى وجرح فيها عدد من عناصر الدفاع المدني. وذكر الدفاع المدني أن الحملة أدت إلى مقتل 674 مدنيا وإصابة 2278 آخرين في الفترة بين 19 و28 فيفري الماضي. معارك الغوطة من جهة أخرى قالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة إنها سيطرت على عدة كتل من مساكن الشرطة بعد هجوم معاكس شنه مقاتلوها على نقاط قوات النظام على جبهة المشافي قرب طريق دمشق حمص الدولي. في المقابل قالت مواقع إعلامية مقربة للنظام إن قوات النظام قطعت الطريق بين بلدتي أوتايا وبيت سوى باتجاه الشيفونية في الغوطة. ويستمر القصف الجوي والمدفعي في الغوطة بالرغم من هدنة يومية لخمس ساعات أعلنت روسيا تطبيقها منذ الثلاثاء الماضي وحددت فيها معبرا عند مخيم الوافدين (شمالي الغوطة) للسماح لمن يرغب من المدنيين في الخروج من الغوطة وتسري هذه الهدنة بين التاسعة صباحا والثانية بعد الظهر. في غضون ذلك تنتظر الأممالمتحدة السماح لها بإدخال مساعدات إلى الغوطة إذ تقف أكثر من أربعين شاحنة محملة بالمساعدات في انتظار الإذن بالعبور. وفي جنيف قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تأجيل التصويت على مشروع قرار قدمته بريطانيا يطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينص على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في سوريا من دون تأخير لإتاحة المجال لإدخال المساعدات وإجلاء المرضى كما تطالب بريطانيا أيضا بفتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية .