الإغاثة تفشل والإبادة تستمر ** فشلت عملية إغاثة محدودة في الغوطة الشرقية بريف دمشق حيث انسحبت القافلة الأممية دون أن تستكمل إفراغ حمولتها جراء القصف المستمر والذي خلف مجزرة جديدة أودت بنحو تسعين مدنيا. ق.د/وكالات قالت مصادر من داخل سوريا إن وفد الأممالمتحدة انسحب على عجل من الغوطة الشرقية وإن تسع شاحنات من قافلة المساعدات المؤلفة من 46 شاحنة وسيارة خرجت قبل إفراغ حمولتها المخصصة لنحو 27 ألف شخص من مجموع نحو أربعمئة ألف مدني محاصر في هذه المنطقة الخاضعة للمعارضة السورية المسلحة. وكانت قوات النظام السوري المتمركزة عند معبر في مخيم الوافدين على أطراف الغوطة سحبت المعدات الطبية من قافلة المساعدات التي كانت في طريقها إلى مدينة دوما حسب ليندا توم مسؤولة العلاقات العامة في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا. كما قال ممثل مفوضية المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا سجاد مالك في تغريدة بموقع تويتر إن القافلة تغادر مدينة دوما بعد نحو تسع ساعات من دخولها مضيفا أنه تم إيصال مساعدات بقدر المستطاع وسط القصف وقال إن المدنيين عالقون في وضع مأساوي. وقالت المصادر إن القافلة الأممية دخلت إلى الغوطة الشرقية برفقة وفد من الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر مشيرا إلى أنها كانت تحمل خمسة آلاف سلة غذائية وعيادة متنقلة للهلال الأحمر السوري. وقالت مصادر إن النظام السوري منع دخول المواد الطبية والمستلزمات الجراحية التي تحملها القافلة. كما اأفادت بمقتل تسعة أشخاص في غارات جوية على بلدة جسرين بالغوطة الشرقية أمس الثلاثاء وذلك عقب يوم دام سقط فيه 88 مدنيا في غارات وقصف القوات السورية والقوات الروسية وسط تأكيد جماعة معارضة سورية أن موسكو تسعى لتهجير أبناء المدينة المحاصرة. أما فيما يخص الجانب الإنساني فقد ذكر سليمان أن معظم السكان يعيشون في الملاجئ بسبب القصف العنيف المتواصل والعنيف. اختناقات وإجلاء من جهته أفاد الدفاع المدني السوري بأن قوات النظام قصفت ليلة أمس بلدة حمورية في غوطة دمشق الشرقية بغاز الكلور السام مما أدى إلى إصابة ثلاثين شخصا بحالات اختناق. وجاء في بيان نشره عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي أن فرق الإنقاذ في الدفاع المدني تمكنت من إجلاء 30 مدنيا مصابين بحالات اختناق جُلهم من النساء والأطفال جراء هجوم لقوات النظام السوري بغاز الكلور على الأحياء السكنية في المدينة. وفي تطورات متصلة قالت مصادر إن قوات النظام تمكنت من السيطرة على بلدة المحمدية في الغوطة الشرقية وذلك بعد معارك مع المعارضة السورية المسلحة في المنطقة. وأضاف أن قوات النظام تقدمت في مواقع عدة شرق حرستا لتصبح على بعد كيلو متر واحد من إطباق الحصار على مواقع سيطرة المعارضة في حرستا. كما أعلنت مواقع موالية للنظام مقتل عدد من قوات النظام في المعارك بينهم مقاتلة تشارك ضمن المليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام. من جانبها قالت مصادر في المعارضة إن قوات النظام سيطرت على بعض الأبنية والمساحات الزراعية في بلدة المحمدية نافية سيطرة النظام على البلدة بشكل كامل في حين تستمر الاشتباكات في محيط المنطقة. تهجير السكان في سياق متصل اتهمت جماعة فيلق الرحمن السورية المعارضة روسيا بالسعي لإجبار سكان الغوطة الشرقية المحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة على النزوح وذلك بعد أن عرضت موسكو على مقاتلي المعارضة وعائلاتهم الخروج الآمن من المنطقة. وقال وائل علوان المتحدث باسم الجماعة لوكالة رويترز امس الثلاثاء إن موسكو تصر على التصعيد العسكري وتفرض التهجير القسري. يأتي ذلك بينما عرضت روسيا على مسلحي الغوطة الشرقية خروجا آمنا لهم ولذويهم من المنطقة بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وجاء في العرض الذي قدمه المتحدث باسم قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا ألكسندر إيفانوف أقول للمسلحين غير الشرعيين في الغوطة الشرقية إذا كنتم لا تريدون الإفراج عن المدنيين من مناطق سيطرتكم نحن مستعدون لضمان خروجكم وعوائلكم بشكل آمن من الغوطة الشرقية . وأضاف سنوفر وسائل نقل بالعدد المطلوب لهذا الغرض وسنقدم الحماية على طول الطريق للوصول بأمان . الف طفل قتلوا في سوريا منذ بداية العام في غضون ذلك قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونسيف) أمس الثلاثاء إن ألف طفل على الأقل قتلوا جراء الحرب الدائرة في سوريا منذ بداية عام 2018. وتحدثت تقارير سابقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 170 طفلا منذ إطلاق الجيش السوري والميليشيات الإيرانية الموالية هجومهم على الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 18 فيفري الجاري حتى الاثنين. والاثنين قتل 7 أطفال من أصل 80 مدنيا لقوا مصرعهم جراء الغارات السورية على الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق. ومع ازدياد حدة القصف في سوريا أصدرت اليونيسيف في فبراير الماضي بيانا بلا كلمات احتاجا على ما يتعرض له أطفال الغوطة الشرقية. وفي السياق ذاته تظهر أرقام المرصد أن 30 طفلا سوريا قتلوا بنيران القوات التركية في منطقة عفرين التي أطلقت أنقرة بها عملية عسكرية تستهدف القوات الكردية في جانفي الماضي. وطالبت المنظمة بتغريدة على حسابها بموقع تويتر : ليس غدا وليس الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل. أوقفوا الاعتداءات على الأطفال والمدارس والمستشفيات في سوريا. الحاجة إلى وقف النار تبدأ الآن .