منحة زهيدة.. ومعاناة أكيدة وزارة التضامن تقدم دراجات نارية وكراسي متحركة ل معاقين تحيي الجزائر هذا الأربعاء 14 مارس كما جرت العادة كل سنة اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة وهي المناسبة التي تعيد إلى الواجهة الهموم اليومية التي يعيشها نحو 5 ملايين معاق جزائري يطلبون الرحمة ويطالبون بحياة أفضل.. فما هي أهم انشغالات المعاقين في بلادنا؟ وما هي أهم وجوه معاناتهم؟ وما هي أهم مطالب المعاقين الذين يستغلون عيدهم الوطني لإطلاق صرخة جديدة..؟ عندما نقول ذوي الاحتياجات الخاصة فإن الأمر يتعلق بالأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة لوجود إعاقة أو إعاقات لديهم تختلف من شخص إلى آخر فهناك مثلا المصابون بمرض التوحد أو المصابون بالعجز سمعيا أو بصريا أو حركيا أو نفسيا والكثير من الأنواع.. وعددهم يزداد عاما بعد آخر حيث قدرت بعض المصادر عدد المعاقين في 2010 ب2 ملايين وفي 2015 ب4 ملايين أما في 2018 فقد قفز العدد وفق مصادر غير رسمية إلى 5 ملايين معاق ويبقى السبب الرئيسي لاستمرار ارتفاع هذا العدد الضخم هو ازدياد وكثرة حوادث المرور التي تخلف عددا كبيرا من القتلى وعددا أكبر من الجرحى الذين يتحول كثير منهم إلى معاقين بشكل دائم.. وعلى سبيل المثال شهد العام الماضي تسجيل 19500 حادث مرور أودى بحياة 2827 وخلف إصابة 28647 شخص ويتضح من العدد الكبير للجرحى مدى مساهمة حوادث المرور في رفع أعداد المعاقين. وبقدر ما تتزايد أعدادهم بشكل مستمر يزداد منسوب المعاناة عند المعاقين حيث يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة الكثير من المشاكل التي تعرقل حياتهم وتجعلهم أكثر معاناة من غيرهم ومن أبرز أوجه هذه المعاناة حصولهم على منحة زهيدة لا تتعدى الأربعة آلاف دينار وهو مبلغ ضئيل لا يكفي لتلبية أدنى حاجياتهم ناهيك عن تأخر صبّ هذه المنحة وكذا مشكل البطالة الذي يمس حسب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ما نسبته 80 بالمائة من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يواجه عدد غير قليل منهم مشكلة نقص التجهيزات الضرورية في حياتهم علما أن الدولة تتكفل بتوفير التجهيزات لأكثر من 100 ألف معاق سنويا وكل جهاز يكلف 100 ألف دينار خاصة الأعضاء الاصطناعية وهي أعضاء ضرورية لكثيرين لاسيّما إذا علمنا أن قرابة نصف المعاقين في بلادنا لديهم إعاقات حركية. وإضافة إلى هذه المشاكل والانشغالات ذات الطابع المادي يواجه المعاقون في الجزائر إشكالات ومتاعب ذات طابع نفسي ومعنوي بسبب نظرة بعض أفراد المجتمع وكذا الإجحاف والتمييز والإقصاء وفق وصف الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان التي انتقدت في تقرير صدر قبل سنوات الوضعية التي يعيشها ذوي الإحتياجات الخاصة في الجزائر وقالت إنهم يعانون مشاكل بالجملة. ونظرا لكل هذه المشاكل التي تعاني منها هذه الفئة من المجتمع من الطبيعي وجود مطالب تنادي بها وتأمل في تحقيقها وفي مقدمة هذه المطالب: رفع قيمة المنحة وكذا توفير مناصب شغل مع استحداث مرافق خاصة بمختلف الفضاءات العمومية وإقامة ممر الراجلين بالنسبة للمعاقين حركيا ومساواتهم في الامتيازات التي تقدمها الدولة للأشخاص العاديين وبشكل عام.. يريد المعاقون أن يعيشوا حياة أفضل في جزائر قادرة على أن تمنحهم أفضل حياة ممكنة.. التضامن مع المعاقين.. مهمة الجميع تحت شعار التضامن مع الأشخاص المعاقين.. مهمة الجميع وبمناسبة اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة يشرف الأمين العام لوزارة التضامن الوطني السيد رابح حمدي ممثلا للوزيرة غنية الدالية بمعية والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ على الاحتفال الرسمي بالمناسبة اليوم الأربعاء وذلك انطلاقا من مقر ولاية الجزائر حسب ما أفاد به بيان لوزارة التضامن تلقت أخبار اليوم نسخة منه. وذكر المصدر ذاته أن الاحتفال سيدشن بزيارة لمركز المساعدة عن طريق العمل المسيّر من طرف جمعية التعاون الشعبي بحسين داي ثم تدشين تسهيل المرور للأشخاص المعاقين بحديقة الحرية في بلدية الجزائر الوسطى ويلي ذلك زيارة إلى معرض خاص بأشغال أطفال المؤسسات المتخصصة بساحة البريد المركزي المنظم بالمناسبة. ومن المقرر أن يقوم الأمين العام لوزارة التضامن رفقة زوخ بتوزيع دراجات نارية وكراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة بقاعة ابن خلدون كما ستقوم عروض فنية لأطفال المدارس والمؤسسات المتخصصة التابعة لوزارة التضامن.