بقلم: موسى رابح موايسي** الجزء الخامس والأخير * المرأة والرجل من نفس واحدة إن شريعة الله اعني شريعة الإسلام حسمت قضيت المرأة ووضعت أصابع الإنسان على الحقيقة حتى أصبح من بديهيات التفكير لدى المسلمين إن المرأة والرجل يشتركان في وحدة الأصل وإنهما من عنصر واحد وان وجودهما في هذا الكون ذكرا وأنثى إنما كان بإرادة الله العليا وتقديره الحكيم. قال تعالى : ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى)).(الحجرات 13).. وقال سبحانه وتعالى : ((وانه خلق الزوجين الذكر والأنثى. من نطفة إذا تمنى)).(النجم 45 46).. وقد هيأهما الله للعيش وأهلهما لحمل المسؤولية في معترك الحياة فالمرأة إنسان والرجل إنسان وجاء خطاب الله للإنسان حيث قال تعالى : ((يا أسها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجه وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)).(النساء 01).. ويهمنا في هذا الشأن عبارة ((وخلق منها زوجها)) فإنها تشير إلى المشاركة بين الرجل والمرأة ليست في الأصل الإنساني فحسب بل في النفس الواحدة وهذه حقيقة كشف الإسلام الستار عنها ليعلم الرجل والمرأة إن العلاقة بينهما علاقة الشيء بنفسه أي علاقة عضوية وليست علاقة صراع ومعاندة ولا علاقة عداوة وخصام. بل هي علاقة تراحم وتعاطف ومودة وتعاون في إطار من الالتزام بهدي الله الخالق.. إن السنن أي القوانين التي لا يغيرها الله لا بالنسبة للمجتمع الإسلامي ولا بالنسبة لأي مجتمع آخر ومن بين هذه السنن القوانين ليس هناك مخلوق اسمه المرأة يكون مشكلة في حد ذاتها تسمى مشكلة المرأة !.. هذا ليس موجودا إطلاقا على ظهر الأرض منذ بداية الخليقة إلى يومنا هذا مشكلة اسمها مشكلة المرأة. لأننا إذا أقررنا وسلمنا بهذا المنطق نظريا أن هناك مشكلة تسمى مشكلة المرأة يجب أيضا ان نقر من باب أولى أن هناك مشكلة أخرى أمامها تسمى مشكلة الرجل وهذا منطقيا ولكن كما قال الصوفية : من تمنطق تزندق . وعليه نقول وهذا من باب المنطق : يا أيها الرجال اتحدوا. كما قلنا للنساء : يا ايتها النساء اتحدن !.. ولكن السؤال المطروح هنا : الاتحاد ضد من !؟..لسنا ندري؟!.. فإن من أعظم المصائب أن يناضل الإنسان ضد نفسه أن الإسلام وفرض على الرجال مسؤولية الرعاية لأهل بيته حيث قال الرسول (ص) : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رهيته والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته .. والأدلة والشواهد على قوامة الرجل عن شؤون المرأة ومسؤوليته تجاه الأسرة باعتباره قائدها وراعيها أكثر من أن تحصى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. الأمر الذي يجعلنا نقول إن الدعوة المنادية للمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة باطلة لا أساس لها من الناحية الشرعية.. ولهذا نقول مرة أخرى أن هذه الدعوة ضالة وهي بدعة محضة وردت ألينا من الغرب ولا أساس لها في ديننا ودنيانا وثقافتنا وتقاليدنا وعاداتنا وأعرافنا. فهذا تمرد رافض للقيم والعفة وبالتالي فهو انسلاخ وفسخ ومسخ ورسخ.. إن القضية إذن من منطلقها خطأ فضيع نظريا واجتماعيا اعني فلسفيا وسوسيولوجيا في العالم بصفة عامة وتقليدا في العالم الإسلامي بصفة خاصة لا وجود لمشكلة اسمها مشكلة المرأة كما لا وجود لمشكلة اسمها مشكلة الرجل !.. الواقع ان هناك مشكلة اسمها الإنسان نعم. بوجهيه الرجل والمرأة. على غرار وجهين لعملة واحدة . اذا كان الرجل والمرأة يكونان فردين من الناحية العددية فهما يكونان فردا واحدا من الناحية الاجتماعية لقوله تعالى : ((يا أيه الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة)) اي (رجل + إمرأة = نفس واحدة) وهي الإنسان الذي يسمى وحدة بشرية. * الاعتماد على تراثنا الفكري لفهم تقاليدنا يجب علينا كمؤمنين ان نعتمد على تراثنا لا نبري أنفسنا من هذا حتى ولو إنطلقنا من قيود ديننا وجربنا التحليل الفلسفي وأردنا فقط أن نتكلم بموقف نظري محض نجد أن قضية المرأة لا تطرح من ناحية وقضية الرجل تطرح من ناحية أخرى وإنما القضية هي الإنسان من جميع الأوجه : وجه يسمى الرجل ووجه يسمى المرأة ليشمل: الأم والأب والأخ والأخت والابن والبنت والتي هي في مجموعها قضية واحدة لا تتجزء ولا تنفصل عن بعضها البعض ولم تحل بشطريها إذا فصلناها بل تتعقد. فوحدة الإنسانية التي يتكون منها المجتمع لا يمكن أن تبنى من : رجل + رجل + رجل إلى مالا نهاية. ولا من : إمرأة + إمرأة + إمرأة إلى ما لانهاية. إنما الازدواجية لما تذوب وتنصهر في وحدة تسمى الإنسان أو الوحدة البشرية والوحدة البشرية ليست واحدا كما هو في الأعداد الحسابية الوحدة البشرية إثنان : رجل + إمرأة = إنسان وحدة بشرية .. حتى من الناحية العلمية (الكيمياء والفيزياء) الوحدة أحيانا تعني شيئان. مثلا : الماء واحد ويعني شيئان إذا حللناه أو مزقناه وقلنا له : ياهيدروجين أخرج من جهة ويا أكسجين أخرج من جهة. وكدسنا الهيدروجين من ناحية و الأكسجين من ناحية انتهى الماء! وبالتالي نموت عطشا ! وتنعدم الحياة !!.. **المراجع 1 أفكار مالك بن نبي الموجودة في هذا النص نقلتها بتصرف من تعقيب مسجل في شريط في إحدى ملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر. هو بحوزتي.. 2 شروط النهضة. مالك بن نبي.. 3 الجزائر عبر الأجيال. مجاهد مسعود.. 4 السمات الواقعية للتجربة الشعرية في الجزائر. زينب الاعوج.. 5 مجلة المجلس الإسلامي الأعلى العدد/ 3/2000 عدد خاص حول مؤتمر: قضايا المرأة بين المبادئ الإسلامية ومعالجة القوانين الوضعية : 1 حقوق المرأة وقضاياها في الشريعة.د/عز الدين الخطيب التميمي.. 2 قانون الأسرة الجزائرية بين النظرية والتطبيق. د/ ناصر الدين ماروك.. 3 الأسرة المسلمة بين الوعي واللاوعي. د/ فاطمة الجامعي الحبابي.. 4 وضع المرأة والأسرة في المبادئ الإسلامية وطرق معالجتها بالقوانين المدنية. د/ محمود اسماعيل الشريف..