نصر عسكري بعد نكسة 67 ** يصادف اليوم الأربعاء الذكرى الخمسين ل معركة الكرامة التي اندلعت بين الجيش الاحتلال الصهيوني من جهة والجيش الأردني وجيش التحرير الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى وهذا بعد اشهر من هزيمة جوان 67 ق.د/وكالات توجّت معركة الكرامة التي اندلعت في 21 مارس عام 1968 واستمرت لنحو 16 ساعة بانتصار الفلسطينيين والأردنيين على جيش الإحتلال بعد محاولة الأخير احتلال أراض أردنية. واندلعت المعركة في قرية الكرامة الواقعة على الضفة الشرقية من نهر الأردن ونسب اسم المعركة إليها حيث حدثت فيها أهم الاشتباكات. واعتبر مراقبون سياسيون فلسطينيون معركة الكرامة من أولى المعارك التي تُسجّل انتصارا عربيا على دولة الاحتلال بعد مرور نحو 9 أشهر على هزيمتهم في حرب جوان عام 1967 واحتلال قطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان. *بدء المعركة في ساعات مبكرة من صباح 21 مارس عام 1968 حاول جيش الإحتلال احتلال مناطق في الضفة الشرقية لنهر الأردن خاصة محيط قرية الكرامة من عدة محاور. وبعد ساعات قليلة صدر عن الجيش الأردني بيانا جاء فيه في تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم قام جيش الإحتلال بشن هجوم واسع في منطقة نهر الأردن من ثلاث أماكن (جسر داميا وجسر سويمة وجسر الملك حسين) وقد اشتبكت معها قواتنا بجميع الأسلحة واشتركت الطائرات التابعة للعدو في العملية ودمر للعدو حتى الآن أربع دبابات وأعداد من الآليات وما زالت المعركة قائمة بين قواتنا وقواته حتى هذه اللحظة. وشارك في التصدّي لمحاولة الاحتلال تلك جيش التحرير الفلسطيني وسكان قرية الكرامة. وانتهت المعركة بإجبار القوة العربية من الجيش الأردني والفلسطينيين قوات جيش الإحتلال بالانسحاب الكامل من قرية الكرامة. وسبق هذه المعركة حوالي 44 اشتباكا مسلّحا بين جيش الإحتلال والجيش الأردني وجيش التحرير بالمدفعية والقصف الجوي والدبابات والأسلحة المختلفة منذ 5 جوان. . *العتاد والخسائر وشارك في المعركة نحو 15 ألف جندي من قوات العدو موزعين على ثلاثة ألوية مدرعة وثلاثة ألوية مشاة محمولة وكتيبة مظليين إلى جانب مشاركة عدة أسراب من سلاح الجو. وأما من جيش التحرير الفلسطيني فقد شارك نحو ألف مقاتل فيما استخدموا المدافع الرشاشة والألغام والقنابل اليدوية. وكبّدت معركة الكرامة الاحتلال خسائر مادية ومعنوية حيث قتل نحو 250 جنديا وأصيب حوالي 450 جنديا ودُمّرت 47 دبابة و53 آلية قتالية مختلفة. وأما على الصعيد الأردني فقد الجيش الأردني 86 جنديا خلال المعركة كما أصيب 108 جندي آخر ودُمّرت 13 دبابة و39 آلية أخرى. فيما سقط من المقاتلين (الفدائيين) التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية حوالي 95 شخص وأصيب 200 آخرين. واعتبر المراقبون السياسيون الفلسطينيون ذلك الانسحاب فشلا خاصة وأندولة الاحتلال طلبت وقف إطلاق النار وذلك لأول مرة في تاريخ الصراع . لكن الأردن لم تستجب لذلك المطلب وأصرت على لسان الملك الأردني حسين بن طلال على عدم وقف إطلاق النار في حال تواصل التواجد الصهيوني شرقي نهر الأردن. *نموذج تكاملي ويعتبر طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني معركة الكرامة التي اندلعت بعد 6 أشهر من الهزيمة العربية على أيدي دولة الاحتلال الصهيوني استردادا للكرامة العربية. وقال في حديثه ل الأناضول : أولا تعتبر مسألة نقلة نوعية في المواجهة مع الاحتلال حيث أعطت شرعية للمقاومة وشجعت على التحاق مئات الشباب بالثورة وبرزت في الوضع العربي كنموذج للمقاومة الشعبية التي تستحق الدعم من العرب . وبيّن أن معركة الكرامة أظهرت نموذج للتكامل بين أسلوب المقاومة الشعبية وبين الجيش النظامي . وأضاف: كما تصدّت المدفعية الأردنية للاحتلال فللمقاومة الفلسطينية كان لها دور مباشر أيضا . لكن نموذج معركة الكرامة بحسب عوكل لم يتكرر لاحقا في الصراع مع دولة الاحتلال . وأضاف: لم يتحول ذلك النموذج إلى أسلوب للصراع معدولة الاحتلال حيث أزيحت الجيوش العربية عن المشهد وبقيت المقاومة لوحدها في المواجهة . ويعتقد عوكل ب صعوبة تكرار نموذج معركة الكرامة في الوقت الحالي أو في المستقبل نظرا لدخول معظم الأنظمة العربية في عمليات سلام مع الاحتلال وتوقيع اتفاقيات . ويُحيي الفلسطينيون والأردنيون في 21 مارس من كل عام ذكرى معركة الكرامة عبر عدة فعاليات شعبية وسياسية.