ذَكرَت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" أن معظم الإسرائيليين يرون أن الاحتجاجات الشعبيَّة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط بمثابة "شتاء مظلم كئيب"، يشعرهم بالخوف وقلَّة الحيلة. ونقلت الصحيفة عن الكاتب توبياس باك قوله: "إن إسرائيل تشترك مع الدول الغربيَّة في القلق إزاء النوايا والهويَّة الفعليَّة للجماعات العربيَّة المعارضة، إلا أنه لا مكان في العالم يميل فيه الميزان بين الأمل والخوف بشدة نحو الخوف كما هو في إسرائيل". ويستدلُّ توبياس على ذلك بقول شلومو أفنيري، أستاذ العلوم السياسيَّة والمدير السابق لوزارة الخارجيَّة الإسرائيليَّة: "لو كنت تقيم في أوروبا وترى الفوضى تضرب مصر فهذا أمر سيئ جدًّا بالنسبة لك، لكن هنا فالأمر ليس شديد السوء فحسب بل ويغيِّر حياتك؛ فقد عشنا 32 سنة من السلام مع مصر، والآن لا ندري". ويرى الكاتب "أن ما يضع إسرائيل في خانة أخرى مختلفة عن الغير ليس القلق حول المستقبل فحسب بل وتفسيرها للحاضر، فالمسؤولون والمحللون يقرُّون بأن الاضطرابات السياسيَّة الحالية هي مساعٍ لإزاحة أنظمة حكم طاغية ديكتاتوريَّة". غير "أن كثيرين يجادلون بأنه لا بد من النظر إلى كثير من الاضطرابات من منظور الصراع الأوسع بين المعتدلين والحكام المؤيِّدين للغرب من ناحية، وبين القوى الأصوليَّة للإسلام السياسي من ناحية أخرى" وفقًا لشبكة "بي بي سي". ووفقًا للكاتب فإن المسؤولين الإسرائيليين "يخشون استغلال الجماعات المعادية لإسرائيل من أي انفتاح ديمقراطي وخاصة في مصر، وكذلك استخدام إيران التي لا تزال تعتبر من قبل الإسرائيليين أكبر خطر يهدد دولتهم- لهذه الاضطرابات لترسيخ موقعها في المنطقة". ويؤكد باك أن من أشد مواطن قلق الإسرائيليين الإدراك بأنه ليس بوسعهم ما يفعلونه للتأثير على الأوضاع الحالية، ويفسر ذلك بالقول: "إن المسؤولين يدركون جيدًا أن إسرائيل تظلُّ هدفًا سياسيًّا واضحًا في المنطقة، وهذا يعني أن أي إعلان علني لتأييد أي جماعة أو نظام سيرتد في شبه يقين إلى نحرها".