صدر مؤخرا كتاب ''اختلاق الشعب اليهودي'' للبروفسور شلومو ساند وهو أستاذ في جامعة تل أبيب، والذي صور بكتابه كيف أن أغلب اليهود هم من المتحولين دينيا، ممن لم تطأ أقدامهم الأرض المقدسة. يقول ساند وفق نامق كامل بصحيفة ''الشرق الأوسط'' اللندنية: ''هناك نوعان من اليهودية: اليهودية المسيحية، وصنف من اليهودية ابتدأ في الانكماش على نفسه بسبب نجاح المسيحية، وإن الرؤيا التي نمتلكها اليوم عن اليهودية جاءت من هذا الانكماش، وذلك بسبب الخوف والظروف المفروضة على اليهودية التي أرادت الاستمرار تحت غطاء المسيحية''. وبحسب الصحيفة فقد حظي الكتاب بانتشار واسع، أولا في إسرائيل ثم في فرنسا حيث حاز على جائزة أدبية، لكن ردود فعل اليهود إزاءه كانت معادية. ويرى المؤلف أن كتابه هو محاولة لإنقاذ الهوية اليهودية من الهاوية الفكرية واستعادة المجتمع الإسرائيلي بجرعة صحية من المنطق المدني السليم، حيث يقول: ''قمت بتأليف الكتاب لغرضين مزدوجين: أولا كإسرائيلي، من أجل دمقرطة الدولة وجعلها جمهورية حقيقية، وثانيا للوقوف ضد الأصولية اليهودية''. تلقى البروفسور ساند الكثير من الاتهامات القاسية التي وجهها اليهود إليه من أماكن أخرى خارج إسرائيل، حيث يرون أن الكتاب هو ضد إسرائيل ويتهمونه بالتحريض والفتنة، وحتى أن البعض منهم يقول إن مقولاته تغذي المواقف اللاسامية. يقول ساند: ''إن إسرائيل المكان الأهم في العالم حسب تصورهم، كأرض دينية مقدسة وليس مكانا للهجرة'' ومن هنا، فإن ''إسرائيل'' تلك، كانت المحطة الميتافيزيقية التي ينبغي الوصول إليها في نهاية المطاف''. وبحسب ''الشرق الأوسط'' يؤكد ساند أن الدولة الإسرائيلية الحديثة ''هي مشروع سياسي تم تخيله في أواخر القرن التاسع عشر، فأصبحت واقعا من خلال الهولوكوست، ثم أسست عام 1948'' إنه بلد جديد، وكثير من اليهود يرون ذلك كضعف. فكلما شعروا بعدم الأمان، كان التماسك أشد إلى أسطورة العصبة القديمة، لكن أفضل ما يمكن أن تفعله إسرائيل - يقول ساند - هو الاعتراف بأن أمتها هي أمة مخترعة، حتى إنها أصبحت أكثر حداثة، يجب عليها أن تصلح نفسها لأن الدولة تنتمي إلى كل مواطنيها، سواء كانوا يهودا أم عربا.