ق. ح أكدت بعض الدراسات أن لغة الإشارة التي تعتبر جسر التواصل في ما بين فئة الصم البكم وبين بقية البشر لها لهجات عدة، لا تقل تعددا في المصطلحات عن اختلاف لهجات الخليج عن مصر وعن المغرب العربي بنطاقها الواسع. أما الأكثر من ذلك فهو اختلافها بين الذكور والإناث في هذه الفئة أيضا. وأشارت الدراسات إلى أن ذلك يمنكن أن يكون راجعا إلى طبيعة وواقع العادات التي تفصل فطريا بين الذكور والإناث. وأكد خبراء في لغة الإشارة أن هناك اختلافات في لغة الإشارة، بل إن هناك اختلافاً في اللغة من بلد إلى آخر تماماً كاختلاف اللهجات في اللغة العربية من دولة إلى أخرى، حيث أن الإشارة هي لغة وصفية وأن الفروق الأساسية تحدث في الإشارات الوجدانية، فيما توقع الخبراء تلاشي جزء من هذه الاختلافات لدى الأجيال الصاعدة من مستخدمي هذه اللغة في العالم العربي. وأبان المختصون في هذا المجال كذلك أن قاموس لغة الإشارة الموحدة في الدول العربية الذي تم الاتفاق عليه بين خبراء لغة الإشارة العرب في قطر عام 2007 أفضى إلى توحيد أكثر من ثلاثة آلاف إشارة أساسية عربية ولها مرادفات. حيث أن الصم لا يعتمدون فقط على إشارات أيديهم، بل يستخدمون أجسامهم وتعبيرات وجوههم، فالصم يستبدلون الوسائل السمعية بأخرى بصرية تعتمد على حركات بسيطة، ولغات الإشارة التي يعتمد عليها الصم عدة أنواع، فهناك لغة الإشارة العامية التي تستخدم في الحديث غير الرسمى وفى الشارع، ولغة «الهَجاء الإصبعى»، حيث لكل حرف من الحروف الأبجدية إشارة خاصة به، وهى اللغة المستخدمة في التعليم، حيث تترجم الحروف والكلمات عن طريق الأصابع، بالإضافة إلى بعض الإشارات الثابتة في اللغة، مثل أسماء البلدان والمدرسة والمستشفى وغيرها، والأشخاص الذين يمنحهم الصم إشارة تميز أهم صفة للشخص المشار إليه. ويقول خبراء هذا المجال أن تنوع لغات الإشارة لا يكاد ينتهي، فاللغة تختلف اختلافاً كبيراً بين كل مجموعة بشرية من الصم وأخرى، ولو كانوا كلهم من بلد واحد، فالطفل الأصم الذي يولد لأسرة متكلمة تتعامل معه الأسرة باجتهادات فردية وهو ما يكون لديه لغة خاصة به للتعامل مع الأسرة، كما أن الطفل يتعامل في الشارع بلغة إشارة مختلفة عن تلك التي يدرسها في المدرسة، ويرجع ذلك إلى أن نسبة كبيرة من الصم من غير المتعلمين، وبالتالي فإن لهم إشارتهم الخاصة بهم، بالإضافة إلى ذلك توجد لغة الإشارة الرسمية التي يتم تعلمها.