ممتحنون يرفعون شعار "الباك أولا.. ثم الفوز على إنجلترا"! عبر العديد من التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا التي تنطلق اليوم لتدوم إلى غاية نهاية الأسبوع عن ارتياحهم للقرار الأخير الصادر عن وزارة التربية الوطنية التي كانت قد أعلنت في قرار لها عن تحديد المواضيع التي لها صلة بأسئلة الامتحان خاصة أن أغلب الدروس الأخيرة قد حذفت من مقرر الأسئلة لعدم تمكن العديد من الثانويات إنهاء المقرر في الوقت المطلوب بسبب الإضرابات المتتالية التي شهدها القطاع، الأمر الذي سهل على العديد من التلاميذ عملية الحفظ والتركيز على دروس الفصل الأول والثاني بدرجة أكبر في الوقت الذي توقعت فيه جل آراء الأساتذة أن تستمد النصوص الأدبية المرافقة لأسئلة اللغة العربية أو الفرنسية وحتى الانجليزية إلى مواضيع تتحدث عن الحرقة أو المونديال والفريق الوطني. يلتحق اليوم ما يقارب عن 500 ألف تلميذ يدرسون بالطور النهائي، بمختلف مراكز الإجراء المبرمجة عبر الوطن في أجواء عادية تغمرها التفاؤل لدى الممتحنين الذين عبروا عن فرحتهم نتيجة القرار الأخير الصادر عن وزارة التربية الوطنية التي كانت قد راسلت مختلف ثانويات الوطن بعدما حددت الدروس التي تدخل ضمن مقر الأسئلة التي يفترض أن تطرح منها مواضيع امتحان البكالوريا ذاك الاختبار المصيري الذي سيحدد مستقبل الآلاف من تلاميذ الطور النهائي للالتحاق بركب الجامعة التي هي أمل الجميع، وعلى هذا الأساس عبر العديد من الممتحنين عن ارتياحهم للعملية التي وصفوها بالإيجابية خاصة وأن بعضهم لم يكمل المقرر في حين ذهب البعض الآخر إلى حد إظهار قائمة الدروس التي ينبغي الوقوف عندها والتي منحت لهم من طرف إدارة ثانوياتهم، هذا كما ابتهج التلاميذ من الإجراءات الجديدة التي ميزت باك 2010 حيث من المنتظر أن يضاف إلى الساعات المعمول بها في الماضي للأجوبة على الأسئلة نصف ساعة من الزمن بغية تمكين التلاميذ من قراءة كامل الأسئلة وبالتالي اختيار سؤال من ضمن الأسئلة الاختيارية التي لم يكن معمول بها في السابق أين كان هناك سؤال إجباري يفرض على الممتحن وهي الطريقة التي لقت استحسان التلاميذ الذين أكدوا أن إضرابات الموسم الدراسي يبدو أنها عادت عليهم بالإيجاب متمنين أن تستمر مثل هذه الاجراءات لتصل إلى حد التعامل بمرونة بخصوص تصحيح أوراق أجوبة الامتحانات. حذف درس المتتاليات من أسئلة فرع تقني رياضي حسب قائمة الدروس التي منحت لتلاميذ النهائي، يلاحظ أنه تم شطب درس المتعلق بالمتتاليات من الدروس المقرر طرح منها أسئلة امتحان البكالوريا ليتم الإبقاء على الدروس الأولى، الأمر الذي استهجنه أغلب تلاميذ الفرع الذين أكدوا متحدثين ل»أخبار اليوم« أن الأمر لم يلق ترحيبا من طرفهم باعتبار درس المتتاليات أسهل بكثير من الدروس الأخرى، ويؤكد أحد الممتحنين أنه ركز على درس المتتاليات كثيرا قبل أن توزع عليهم إدارة ثانويتهم قائمة الدروس التي يتوجب التوقف عندها والتي نزلت عليه كالصاعقة ليعيد من جديد كامل حساباته قبل انطلاق موعد الامتحان على أن يستدرك بعض الدروس الأخرى التي لم تكن في الحسبان بالنسبة إليه باعتبار درس المتتاليات أسهل للفهم والتركيز مقارنة بالدروس الأخرى. سؤال اختياري بين المناعة والوراثة للفروع العلمية لعل من بين أكثر الأسئلة شيوعا والتي تبقى بدون تغيير هي تلك الموجهة للفروع العلمية أو العلوم الطبيعية والمتعلقة بدرسي المناعة والوراثة، فيؤكد أغلب التلاميذ أنهم مخيرون بين درس المناعة والوراثة ففي الوقت الذي يجد البعض ضالته في درس المناعة كونه أسهل من الوراثة يرى البعض العكس من ذلك لتبقى الآراء تتضارب حول الموضوعين اللذان يبقيان يصنعان الحدث في مختلف مواضيع امتحانات البكالوريا منذ سنوات غير أن طريقة الطرح والموضوع تختلف من عام لآخر. المونديال.. الفريق الوطني والحرقة أكثر النصوص توقعا يتوقع أغلب الأساتذة أن تكون النصوص الملازمة لأسئلة الفروع الأدبية تتحدث حول مواضيع الساعة، ولعل من أبرز تلك المواضيع هي الحرقة التي أخذت حصة الأسد من بين أكثر المواضيع إدراجا ومطالعة على مستوى وسائل الإعلام الوطنية والعالمية خلال السنوات الأخيرة وما مدى خطورة الوضع على شباب المستقبل الذين يعتبر تلاميذ البكالوريا من بينهم والذين تعول عليهم الجزائر كثيرا للتخلص من هذه الظاهرة التي يتوقع بشأنها الأساتذة أن تكون من بين أهم النصوص إدراجا سواء في التعبير الكتابي أم في نصوص الأسئلة سواء منها المتعلقة بالأدب العربي أو الفرنسية وحتى اللغة الانجليزية. من جهة أخرى يرى المشرفون على تصحيحات أوراق البكالوريا انه يتوقع بنسبة كبيرة أن تكون مواضيع النصوص كذلك مقتبسة من العنوانين التي تهم الفريق الوطني والمونديال باعتبارهما من بين أبرز الأحداث التي صنعت أجواء فرح الجزائريين السنة الماضية وهذه السنة بسبب مشاركة المنتخب الجزائري في المونديال. امتحانات على وقع المونديال من المنتظر أن يتقدم 166 498 مترشحا اليوم إلى مختلف مراكز الامتحانات عبر الوطن لاجتياز شهادة البكالوريا، من بينهم 761 146 من الأحرار أي بزيادة في عدد المسجلين يقدر ب 813 54 مترشحا (36.12 بالمائة) مقارنة بالسنة الماضية التي سجل بها (353 443) مترشحا، ويأتي امتحان هذه السنة على غير العادة وذلك على وقع الترقب للمونديال حيث تتوقف عقارب الساعة لدى جل الممتحنين بخصوص الحفظ والمراجعة إذا تعلق الأمر بأخبار الخضر أو المقابلات الودية التي يجريها قبل الساعات الحاسمة لطيرانه نحو جنوب إفريقيا، ولعل أكثر ما يتمناه الممتحنون هو اجتيازهم للامتحان في ظروف حسنة تطبعها أسئلة في متناولهم على أن يبقى همهم بعد ذلك هو فوز فريقهم المفضل »محاربي الصحراء« على أشبال »فابيو كابيلو« الذي لقبوه ب»المغرور«.