** أنا مطلقة، وأحب طليقي إلى درجة أني لم أستطع الزواج بعده، علمًا أني مطلقة منذ ست سنوات ولديَّ طفلة، كانت بيننا علاقة قبل الزواج وتزوجنا، وأنا الآن أكلِّمه ولا أستطيع العيش بدونه، علما أنني يتيمة الأب، وطليقي مدمن مخدرات لكني شديدة التعلق به، ومنذ طلاقنا وأنا لم أتوان عن البكاء عليه، أريد حلاً لأمري، وأريد أن يعود لي وتعود الحياة كما كانت، علما أن هناك مشاكل كبيرة بين أهلي وأهله، وهو يبلغ من العمر أربعين عامًا، لديه أطفال سوى طفلتنا، وقد سبق له الزواج بغيري وانفصلا، فما الحل؟ علمًا أني متعبة نفسيًّا، ودائمة التفكير بالانتحار.. أرشدوني ماذا أفعل؟ * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: لقد تعجبت كثيرًا عند قراءتي لرسالتك، وخاصة عندما قلت: "وأنا لم أتوان عن البكاء عليه، أريد حلاً لأمري، أريد أن يعود لي وتعود الحياة كما كانت"، وتساءلت بيني وبين نفسي عن الطريقة التي يمكن أن أساعدك فيها على استرداد حب طليقك؟ ثم هل أنا إذا فعلت هذا الأمر أكون بذلك أسدي إليك خدمة، أم أنني أساعدك على تدمير حياتك وحياة طفلتك التي قد تتضرر كثيرا بعيشها مع أب منحرف مدمن مخدرات؟ إن حبك لطليقك الذي استمر بعد الطلاق، على الرغم من كون زوجك مدمن مخدرات، أمر استوقفني قليلا، وتفكرت عندئذ في تكوين الإنسان الذي كثيرا ما يصر على الخطأ مع علمه ويقينه بأنه خطأ. وهذا يرجع لعدم وجود الإرادة لديه في التغيير. هذه الإرادة يمكن أن تقوى بالتفكير والمقارنة والترجيح بين الإيجابيات والسلبيات، فإذا رجحت كفة السلبيات -كما هو الحال عندك- عندئذ يحكم الإنسان عقله، ويختار مصلحته ومصلحة من حوله، ويبتعد عن إتباع الهوى، الذي يمكن أن يوصله إلى التهلكة. بناء على ما تقدم أنصحك أن تنجي بنفسك وبابنتك من خطر تعايشكما مع هذا الرجل المدمن، ومما يعينك على ذلك التفكر بأضرار الإدمان الذي لا يُفقِد العقل فقط، ولكنه يفقِد المال والولد ويجر المدمن لارتكاب المنكرات من دون وعي وإدراك... لذلك أنصحك بعقد العزم على الخلاص من حب هذا الرجل، وهذا طبعا ليس بالأمر السهل، ولكن باستعانتك بالله عز وجل لن تجدي شيئا صعبا، فإذا جعلت نصب عينيك هدف مرضاة الله عز وجل، ومساعدة ابنتك والنجاة بنفسك؛ فستجدين العون والمدد من الله عز وجل.. وتأكدي بأنك إذا تمكنت من التخلص من هذا الحب فإنك ستنظرين إلى الحياة بنظرة مليئة بالأمل والتفاؤل، وإن شاء الله سيعوضك الله برجل أفضل منه، ولكن المهم أن تفتحي الباب لهذا الرجل وتستقبليه وتستمعي إليه.. وهذا الأمر لن يحدث طالما يستحوذ حب طليقك على تفكيرك.. أخيرا تقولين بأنك تفكرين في الانتحار بشكل دائم، وهذا الأمر مؤسف جدا، إذ هل يعقل أن تخسري دنياك وآخرتك من أجل أي شخص كان، بغض النظر إن كان هذا الرجل زوجًا أم لا، وبغض النظر إن كان هذا الرجل سيئًا أم لا؟ وأظن أنه لا يخفى عليك عواقب الانتحار ونتيجته؟ ثم هل تعتقدين بأنك إذا فعلت ذلك سيحزن عليك طليقك ويندم على فعلته ويموت من بعدك؟ وهل فكرت وأنت في خضم هذا كله ما هو مصير ابنتك من بعدك؟ وكيف سيكون موقفها في الحياة وهي ابنة امرأة منتحرة وأب مدمن؟ فكري بعقلك واتركي الحب جانبا.. فليس بالحب وحده يحيا الإنسان.