لم تنجح أيّ ثورة عربية من "ثورات 2011" حتى الآن في توحيد كلمة العرب والمسلمين، فثورة تونس كانت رائعة في نظر غالبية الشعوب العربية والإسلامية لكنها كانت تمرّدا في نظر بعض الحكّام العرب ولم تحظّ بالاهتمام الذي حظيت به ثورة مصر بعدها، وهي ثورة مازالت حتى الآن تواجه ثورات مضادّة في الداخل والخارج بدليل المقاومة التي يبديها أتباع مبارك في مصر وأحبابه في الخارج إلى حدّ أن بعض الأنظمة الخليجية تضغط، حسب مصادر مصرية مطّلعة، للحيلولة دون محاكمة مبارك، ومن ثمّة استصدار قرار بالعفو عنه· والثورة الليبية إن صحّ تسميتها بذلك، بدأت بتأييد عربي وإسلامي كبيرين، لكن بمرور الوقت ومع عجز "الثوّار" عن بلوغ قصر أو خيمة العقيد القذافي، ثمّ مع استعانتهم بحليف غربي لا تهمّه سوى مصالحه، أصبح عدد المؤيّدين لها في تراجع وكثر عدد المتحفّظين إزاءها دون أن يضيف القذافي إلى رصيده دعما من هنا وهناك، فالاستياء اليوم منه ومنهم وكثيرون يتقاسمون فكرة مفادها أن القذافي ومعارضوه يتحمّلون معا مسؤولية تعريض بلادهم لخطر الاحتلال الأجنبي· والثورة في اليمن لا تثير انشغال كثيرين رغم هول ما جرى وما يجري· وفي سوريا الوضع يبدو مغايرا والقتال يبدو متواصلا، وكلّ طرف يحمّل غيره المسؤولية والعرب والمسلمون يكتفون بالتفرّج مع كثير من الحيرة التي تصير أكبر عندما ننتقل إلى المشهد البحريني، حيث تتحدّث إيران والمعارضة البحرينية عن مجازر يرتكبها النّظام في حقّ المنتفضين، بينما تفضّل دول مجلس التعاون الخليجي وقنواتها الفضائية الكبيرة التعتيم على حقيقة ما يجري· ومع اقتراب شهر ماي تتوسّع دائرة الشكوك والمخاوف هنا وهناك، وتتوسّع أيضا دائرة الغاضبين على بني صهيون الرّاغبين في إعلان ثورة شعبية عربية وإسلامية على الكيان الصهيوني في ذكرى احتلال فلسطين، وإذا اندلعت هذه الثورة وهو ما ندعو إليه ونتمنّاه ونرجو حصوله في أقرب وقت، فستكون ثورة مباركة تحوز تأييد جميع العرب والمسلمين وتوحّد كلمتهم، وقد تكون سببا في نهاية عصور الذلّ العربي وانحسار المسلمين وبداية عهد جديد·· عهد سيادة الإسلام وقيادة المسلمين للعالم·· وقد يكون ذلك حلما جميلا لكن تحقيقه ليس أمرا مستحيلا·