إن الساعات المتأخرة من الليل هي ساعات مخصوصة بفضائل عظيمة في كل وقت من العام فكيف إذا كانت في رمضان فهي ساعات النزول الإلهي كما يقول النبي -_- فيما عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: ينزل ربنا _ تبارك وتعالى _ كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له [رواه البخاري:1145 مسلم:758]. إنها ساعات استجابة الدعاء ساعات الأعطيات والمغفرة من رب البريات إنها ساعات الأسحار. الساعات التي علمها المتقون فبادروا إليها: كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ _ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17 18]. فأين أصحاب الحاجات؟ وأين أصحاب الأمراض والأسقام؟ أين التائبون؟ وأصحاب الديون؟ ألا يستيقظون ألا لمثل هذه الساعات يتنبهون! لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد وقلت يا عُدتي في كل نائبة ومن عليه لكشف الضر أعتمد أشكو إليك أمورًا أنت تعلمها ما لي على حملها صبرٌ ولا جلدُ جاء عن جابر -رضي الله عنه- قال سمعت النبي -_- يقول: إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة [رواه مسلم:757]. ألم يقل الله _ جل شأنه _ في كتابه الكريم بين آيات الصيام: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ[البقرة:186]. اللهم يا مجيب الدعاء استجب دعاءنا وتقبل أعمالنا وبارك لنا في أعمارنا ووفقنا لدعوة مستجابة تغفر بها ذنوبنا وتصلح بها قلوبنا وتقضي بها ديوننا .. اللهم آمين.