قال الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي أمس السبت أن ما أعلن عنه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في خطابه للأمة "يصب في خانة الاستمرارية التي يعرفها مسار الإصلاحات الذي طبقته الجزائر منذ إقرار التعددية في دستور 1989"، مؤكدا أن هذه الاستمرارية "ستضمن تكريس أكبر للممارسة التعددية ببلادنا" بعد تنفيذ هذه القرارات، خصوصا أن رئيس الجمهورية أكد على أن ذلك سيتم بعد "استشارة موسعة" سيتم إطلاقها مع الطبقة السياسية سواء الممثلة أو غير الممثلة في البرلمان· وذكر السيد شرفي خلال الندوة الولائية للشباب بالجزائر العاصمة التي حملت شعار "شباب التجمع وتعميق المسار الديمقراطي والتنموي" أن الإجراءات المعلن عنها من قبل رئيس الجمهورية "ستلبي حتما مجمل الانشغالات والتطلعات لدى شعبنا" معربا عن "الاستعداد الكامل" لحزبه للمشاركة "الفعالة" في الورشات السياسية التي أعلن عنها القاضي الأول للبلاد سواء داخل البرلمان أو عبر الاستشارات السياسية المقبلة أو من خلال شرح هذه المبادرات والتعبئة لها في أوساط المجتمع· وأكد الناطق الرسمي للأرندي أن "نجاحنا في هذه المهمة سيكون مربوطا حتما بمدى نجاحنا في تمكين خزان الحزب وإطارات المستقبل من الشباب من المساهمة الفعالة في هذا المسعى" الذي شدد على أنه لا مجال لإحداث أي تغير دون الاعتناء بالشباب ب"شكل أفضل" في كل المجالات وعلى "أوسع نطاق"· في هذا المضمار ذكر السيد شرفي أن الشباب "حاضرا وبقوة" في برنامج رئيس الجمهورية الذي، كما أبرز، أولى "عناية خاصة" لهذه الفئة وفي عديد المجالات، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يرتكز على التحديث الشامل لهياكل الدولة وللبنى التحتية والاقتصاد الوطني وبآفاق اجتماعية "واعدة" في السكن والتشغيل والصحة والتعليم وغيرها، مذكرا أيضا ب"الإجراءات المهمة" التي إتخذها مؤخرا رئيس الدولة "التي ستضاف إلى المكاسب التي سيحققها البرنامج الخماسي الحالي"· وتوجه السيد شرفي إلى الشباب قائلا لهم: إن الإصلاحات السياسية المعلن عنها "ستعمق أكثر المسار الديمقراطي الذي ننتظر أن تكون مساهمتكم كبيرة وفعالة فيه داخل صفوف الحزب" مشددا على أن التجمع "شريك أساسي وهو القوة السياسية الأولى في البلاد ويسير بخطى ثابتة نحو إسترجاع مكانته المستحقة"· من جهة أخرى، ندد السيد شرفي ببعض الأصوات التي حاولت أن تربط بين ما جرى ويجري في بعض البلدان العربية وما عرفته الجزائر من أحداث شهر جانفي المنصرم، مشددا على أن "الجزائريين -الذين كسروا حاجز الخوف في 1954 كما كسروه في 1988- باتوا أكثر تشبثا بالإستقرار والطمأنينة التي تنعم بها البلاد"· في هذا الإطار ندد الناطق الرسمي للتجمع بتصريحات ما أسماهم بدعاة مسيرة 12 فيفري الماضي بأنهم "كسروا حاجز الخوف"· كما أشاد بالشباب الجزائري الذي -كما قال-أثبت مرة أخرى "وطنيته ووعيه الكبير" بعد رفضه الإستجابة لما وصفهم ب"دعاة الفوضى" و"زارعي اليأس"· من جهته أكد عضو المكتب الوطني والأمين الولائي للحزب السيد صديق شهاب أن الجزائر بصدد إستكمال بناء الصرح الديمقراطي والتنموي الذي بدأته منذ عقدين من الزمن· وبخصوص الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة في خطابه للأمة خاصة تلك المتعلقة بمراجعة حزمة من القوانين أكد السيد شهاب أن القوانين تعدل حين تقتضي الضرورة ذلك من أجل مصلحة الوطن والتوجه نحو المستقبل وكذلك للسماح للمجتمع بالإشتراك في مسعى التغيير· كما شدد المتدخل على أهمية مراجعة قانون الإعلام "للسماح للصحافيين القيام بعملهم على أكمل وجه" معربا عن تأييده لفتح المجال السمعي البصري· من جهة أخرى، قال السيد شهاب أن المشكل في الجزائر يكمن في عدم تطبيق القانون· وشهدت الندوة تدخلات لشباب من مناضلي الحزب تطرقوا فيها لانشغالاتهم والمشاكل التي تعترضهم· كما أعربوا من جهة أخرى عن "استعدادهم التام" للانخراط في مسعى الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية·