الآن تأكّد لكلّ مشكّك أن مجلس "النّاتو" الانتقالي بما أقدم عليه من عقد صفقة مع النّظام الفرنسي الذي يقوده المهرّج نيكولا ساركوزي تتضمّن استفادة فرنسا بحصّة من البترول لا تقلّ عن 35% من الإنتاج النّفطي بليبيا، وبذلك انكشف سرّ اهتمام ومسارعة ساركوزي إلى تدعيم المتمرّدين والاعتراف بمجلسهم، وربما قريبا إن سارت الأمور كما تهوى عجوز أوروبا فتح قنصلية لها ببنغازي، وهو ما يؤكّد مواصلة فرنسا وتحريض غيرها من الغرب وفي مقدّمة ذلك أمريكا على ضرب المنشآت العسكرية والمدنية للحكومة اللّيبية بدعوى حماية المدنيين، وهو ما يفسّر أيضا إقدام الولايات المتّحدة على إرسال طائرات بدون طيّار، وقد كانت لها مهمّة ضرب مقرّ اجتماع العقيد معمّر القذافي بباب العزيزية بطرابلس، وهو ما يعني أنها محاولة لاغتيال الزّعيم اللّيبي وإدخال ليبيا في دوّامة من الانقسامات والتقاتل الذي قد يحوّلها إلى صومال جديد· الهدف أصبح الآن واضحا ولا يقبل أدنى شكّ وهو استعمار ليبيا وتقسيم خيراتها وجعلها قاعدة لحلف "النّاتو" في شمال إفريقيا، وبذلك تصبح كافّة دول المغرب العربي تحت مراقبة رادارات وقوّات هذا الحلف الذي أصبحت أهدافه الاستعمارية واضحة للعيان، خاصّة بعد انتخاب أومابا وساركوزي· علينا كشعب كانت له مع هؤلاء الذين يقاتلون ويقتلون تحت لواء الحلف الاستعماري الغربي باسم حرّية الشعوب وحماية المدنيين من بطش الأنظمة أن نكون حذرين ويقظين لا تنطلي علينا ألاعيبهم ووعودهم بالعدالة والتنمية والرفاهية وما إلى ذلك من الوعود المعسولة التي تكون في نهايتها تخريب الوطن وتشريد المواطن، وفي الأخير الرّابح والمستفيد الوحيد فيها هو أنظمة الغرب وقادته وكأن الزمان والتاريخ يعيد نفسه بنفسه، فعدو الأمس هو نفسه عدو اليوم لكن تحت مسمّى آخر هو الحرّية والعدالة وحقوق الإنسان·