وفاة الصالح يحياوي.. وبوتفليقة يعزي عائلته: ** يحياوي يُوارى الثرى وسط حضور رسمي وجماهيري كبير س. إبراهيم ووري المجاهد محمد الصالح يحياوي الذي وافته المنية صبيحة الجمعة عن عمر يناهز 81 سنة الثرى بمقبرة سيدي يحيى (الجزائر العاصمة) بعد صلاة الجمعة وقد حضر مراسم الدفن العديد من الشخصيات السياسية والتاريخية وأعضاء من الحكومة على رأسها رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة وكذا حشد من المواطنين. وفي كلمة تأبينية نوه وزير المجاهدين الطيب زيتوني بخصال الفقيد لا سيما التزامه منذ شبابه بثورة نوفمبر 1954 وبالمسؤوليات التي أسندت له بعد استقلال الجزائر. وأكد السيد زيتوني قائلا كان الفقيد احد ابطال الثورة ومتشبعا بالوطنية كما ظل وفيا لجيل ورسالة نوفمبر داعيا الأجيال الجديدة إلى الاستلهام من تفاني هذا المجاهد الكبير . من جهته اشار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس في كلمة للصحافة أن الفقيد كان مناضلا كبيرا في الحزب وظل عضوا في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير مضيفا أن الحزب شهد تحت قيادته كأمين عام (1977-1979) مرحلة تجديد . المجاهد العقيد محمد الصالح يحياوي توفي فجر الجمعة بالمستشفى العسكري بعين النعجة (الجزائر العاصمة) بعد مرض عضال كابده لمدة سنوات وقد ووري الثرى بحضور شخصيات وطنية وجمع غفير من المواطنين وبعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى كافة أفراد أسرة المجاهد يحياوي قال فيها أن الراحل من الذين عاشوا على الكفاف حتى غدا الإيثار لديهم طبيعة والتضحية منهجا والشهادة مطلبا . وقال الرئيس بوتفليقة: لا أحتمل وقع الرزء على النفس وأنا أعزي في أخ عزيز رفيق سلاح شجاع ومناضل صلب في دفاعه عن المبادئ السامية والمثل العليا إنه المجاهد والمناضل والصديق الحميم والخل الودود محمد الصالح يحياوي الذي ألفته ميادين النزال وتماهت معه ساحات الوغى مع أولئك الذين استبسلوا سنين المعارك الكبرى على قمم الجبال وسفوحها وفي كل واد ومنحنى ما لانوا يوما ولا بدلوا تبديلا عاشوا على الكفاف حتى غدا الإيثار لديهم طبيعة والتضحية منهجا والشهادة مطلبا. وأضاف إن ابن مدرسة جمعية العلماء المسلمين الذي نهل في السلسبيل الصافي لذلك النبع المتدفق رحمة واستقامة وعزة وحبا للوطن هذا الشبل شبل الثورة لم يتخلف يوم حصحص الحق وهب نساء ورجال إلى حمل عبء ثقيل تتقاعس عنه الفحول وتتهيبه الأبطال ومنازلة جحافل محتل ألقى سدوله الكثيفة على وطن عزيز وشعب أبي مدة قرن ونيف ظن بعدها المحتل أن جذوة الحرية قد خمدت في النفوس واستكان الشعب إلى سلطة البطش والقهر إلى أن انفجرت ثورة التحرير وهب المجاهدون يدقون حصونه المتهاوية وعروشه الخاوية ورغم انعدام التوازن في القدرة بين قوة الشر وقوة الخير فإن المخلصين رجحوا بإيمانهم كفة الحق ليستّأثروا بعون من الله وبأزر من شعبهم . واستطرد الرئيس قائلا: وقد التحقت بالرفيق الأعلى قوافل تترى الواحدة إثر الأخرى لينعموا بما وعدهم الحق وبقيت ثلة كان لها فضل الإسهام في بناء صرح الدولة الحديثة. وما الأخ محمد الصالح إلا واحد من هذا الرعيل الذي فرض بشمائله شرف الاقتداء وحق العرفان بالتضحيات الجسام إنه اليوم بين يدي الرحمن نتضرع إلية سبحانه وتعالى أن يحتسبه مع من سبقوه على محجة الاستشهاد ومسيرة الإخلاص للوطن في الجهاد والاستبسال وقبل أن أعزي أسرته وأهله ورفاقه في السلاح وكل محبيه أعزي نفسي فيه وأبكيه كما بكيت وأبكي كل وطني عزيز رحل أو يرحل عنا . محمد الصالح يحياوي في سطور يعد الراحل محمد الصالح يحياوي المولود سنة 1937 بعين الخضرة بولاية المسيلة من الرعيل الأول لضباط جيش التحرير الوطني وكذا عضو في مجلس الثورة وعضو في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني. والتحق يحياوي بالثورة سنة 1956 وكان عضوا في قيادتها ومقربا من الرئيس الأسبق العقيد هواري بومدين. تقلد الراحل عدة مناصب عليا في الحكم بعد الاستقلال بحيث كان عضوا بمجلس الثورة من 1965 إلى غاية 1977 وفي هذه الفترة عين على رأس بالأكاديمية العسكرية المتعددة الأسلحة بشرشال التي أدارها من 1968 إلى غاية 1977 وهي السنة التي عينه فيها الرئيس الراحل هواري بومدين على رأس حزب جبهة التحرير الوطني كأمين عام له. وحسب بعض المناضلين الذين سايروا الراحل محمد الصالح يحياوي عندما كانأمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني فإن الفقيد عرف بحنكته الكبيرة في التسيير وادارة المواقف السياسة على السواء وبتواضعه بين أوساط المناضلين وكان خطيبا مفوها.