ب. حنان تتحرك الجزائر في الأيام الأخيرة بشكل قوي وذكي، بهدف تأمين حدودها من اختراق محتمل للإرهابيين، وكذا منع المتمردين في ليبيا من بيع السلاح لأتباع درودكال في الجزائر، وجاءت زيارة الفريق قايد صالح إلى مالي لتؤكد حرص الجزائر على حفظ أمن المنطقة وتفادي فوضى أمنية من شأنها تهديد استقرار الجزائر وجيرانها. وأكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح على ضرورة الإدراك المشترك لمختلف التهديدات المحتملة على منطقة الساحل، مشددا على ان الجزائر على قناعة تامة بأهمية التعاون الجهوي والمساعدة المتبادلة والعمل المنسق لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بين الدول الأربع لمجابهة المخاطر التي تهدد المنطقة أيا كان مصدرها داخلية أو خارجية. وأوضح الفريق ڤايد صالح في كلمة ألقاها خلال أشغال الاجتماع غير العادي الذي ضم رؤساء أركان جيوش دول الساحل "الجزائر، مالي، موريتانيا، والنيجر" في لجنة الأركان العملياتية المشتركة المنعقد في العاصمة المالية "باماكو" أن الوقت الراهن يستدعي أكثر من الماضي التعاون والمساعدة المتبادلة والعمل المنسق بين بلدان منطقة الساحل أمام الأوضاع التي تعرفها المنطقة والتي تهدد امن دول الساحل خاصة الوضع الأمني الخطير التي تعرفه ليبيا واستغلال عصابات تهريب الأسلحة الوضع لتسبيح الجماعات الإرهابية قائلا " هذا التعاون ينصب كذلك على تحجيم كافة عوامل التخريب وعدم الاستقرار حتى نتفادى عواقبها الوخيمة على بلداننا إن ذلك لن يكون ممكنا إلا بالوعي الجماعي لمصيرنا المشترك ومصلحتنا الجهوية التي بفضلها نضع أسس استقرار دائم ونحد من بذور النزاعات التي تتربص بمنطقتنا". كما جدد رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني قناعة الجزائر بضرورة الادراك المشترك" تجاه مختلف المخاطر المحتملة قائلا: "بالفعل نعتقد بعمق فيما يخصنا أنه من اجل تحقيق هذه الأهداف فإن تضافر الجهود يفرض نفسه أولا على صعيد الادراك المشترك للتهديدات ثم تجسيد عن طريق مكافحة صارمة ومنسقة للإرهاب والجريمة المنظمة". وعند تطرقه للتحركات التي تقوم بها العصابات الإرهابية في المنطقة التي يصعب التحكم فيها والسيطرة عليها عسكريا، مما سيسمح للارهابين من استغلال انفلات الوضع الأمني في ليبيا ونزوح عدد من الليبيين إلى الحدود لخلق جبهة جديدة وإقامة معسكرات تدريب جديدة لهم، ولصد أي انفلات أكد عزم الجزائر على منح مساعدات ودعم خاص للنيجر ومالي لمنع تسلل إرهابيين من الساحل إلى ليبيا، إلى جانب تضييق الخناق عن احتمال نقل أسلحة ثقيلة إلى دول الساحل، داعيا رؤساء أركان جيوش دول الساحل إلى ضرورة التحرك بسرعة من أجل المبادرة، كل فيما يخصه داخل ترابه الوطني، مضيفا في السياق ذاته "إنا سنبقى فيما يخصنا مدفوعين بنفس الاعتقاد الراسخ ونفس التصميم لمكافحة الإرهاب وتنسيق جهودنا مع جيراننا، كما سنواصل دعوتنا إلى إدراك جماعي وإرادة موحدة واحترام للالتزامات لأننا متيقنين أنه السبيل الأوحد لهزم آفة الإرهاب المدمرة". وفي ختام هذا اللقاء قام رؤساء أركان بلدان منطقة الساحل الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة بالإمضاء على محضر اجتماع باماكو قبل أن يتم استقبالهم من طرف رئيس جمهورية مالي أمادو نوماني توري.