ق. حنان شدت الأنباء المتداولة بشان مقتل نجل الزعيم الليبي "سيف العرب القذافي" أنظار المواطنين مجددا إلى ما يحدث في الأراضي الليبية، بعد أن كان الكثيرون قد تعبوا من متابعة نفس الأحداث ونفس مناظر ومشاهد الدم والدمار والقصف، التي كانت تعرض يوميا على شاشات مختلف الفضائيات العربية والإخبارية، وكذا ما يتم عرضه في الجرائد اليومية المختلفة، وبين من تعاطف مع القذافي من باب "اللهم لا شماتة" وبين من يعتقد أن هذا الأمر بإمكانه أن يغير سير الأوضاع في ليبيا، ويوقف حمام الدم والنار، ويجعل القذافي يتراجع نوعا ما عن جنونه، اختلفت وتباينت آراء الجزائريين. في هذا الإطار قالت إحدى المواطنات، أن الموت تحت القصف ومن طرف قوات أجنبية، تستهدف أشخاصا عربا ومسلمين، وتجمعنا بهم روابط الجوار والعروبة، والدين، أمر لا يمكن أن يقبله أي كان، بغض النظر عن توجهات هذا الشخص، أو توجهات عائلته، فالموت في الأول والأخير هو موت، والحزن والألم الذي يسببه لا يتمناه العدو لعدوه، مضيفة انه مع ذلك، فان من ماتوا من مواطنين ليبيين منذ بدء المظاهرات أمر لا يمكن القبول به أيضا، متسائلة في الإطار ذاته إن كان هذا الأمر سيزيد من جنون القذافي أم سيدفعه إلى التفكير مليا في مصير بقية أفراد عائلته وشعبه ويقبل بالأمر الواقع بترك الحكم الذي يحتكره دون وجه حق منذ 42 سنة كاملة دون أن يشبع منه ويعيد الكلمة للشعب الليبي وحده. وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية "موسى ابراهيم" قد أعلن ليلة السبت الأحد أن سيف العرب، النجل الأصغر لمعمر القذافي، قتل بالإضافة إلى ثلاثة من أحفاد معمر القذافي الذي نجا وزوجته بأعجوبة من القصف الذي تعرض له منزله في طرابلس. وقال المتحدث خلال مؤتمر صحافي في طرابلس أن "منزل سيف العرب معمر القذافي، اصغر أبناء القائد معمر القذافي تعرض لهجوم من وسائل قوية" مضيفا ان "القائد وزوجته كانا في المنزل مع أصدقاء ومقربين" وقد "نجا"، مضيفا أن "الهجوم أسفر عن استشهاد الأخ سيف العرب بالإضافة إلى ثلاثة من أحفاد القائد"، قائلا أن سيف العرب القذافي (29 عاما) الذي يعرف باسم عروبة جاء من ألمانيا التي يدرس بها مع بداية الأحداث. وقالت بعض المصادر الإعلامية إن الثوار في بنغازي قاموا بإطلاق عيارات نارية ابتهاجا ليل السبت الأحد بعد إعلان الحكومة الليبية عن مقتل الابن الأصغر للقذافي، وهو ما يعطينا صورة واضحة عن مدى الحقد الذي عشش في نفوس طرفي الصراع بسبب حمام الدماء الذي يسيل منذ 17 فبراير الماضي وقضى على نحو 30 ألف ليبي. ويتمنى الجزائريون أن ينتهي هذا الكابوس قريباً وأن يقتنع القذافي بوضع نقطة نهاية لحكمه ولهذا الصراع ما دام الشعب الليبي قد قرر ذلك، وأن يتخلى عن منطق "أحكمكم بالقوة رغماً عنكم، أو أقتلكم" فالعالم العربي تغير ولا مجال للإبقاء على الوضع الراهن أو الحكم بعقلية الستينيات، في القرن الواحد والعشرين.