الكوليرا تغير عادات الجزائريين هجران جماعي لمحلات الإطعام السريع ...والمستشفيات مناطق محظورة يتخوف الكثير من المواطنين من انتقال عدوى وباء الكوليرا الأمر الذي غير عاداتهم خلال هذه الفترة ما يجسده هجرانهم الجماعي لمحلات الإطعام السريع المعروفة ب الفاست فود خاصة وأن لها علاقة مباشرة بتحضير الوجبات والسندويتشات لذلك تفاداها البعض خاصة مع غياب شرط النظافة على مستوى أغلب المحلات خلال الصيف وفضل العمال الصيام حتى عودتهم إلى البيت والظفر بأكل نظيف خال من الجراثيم. المستشفيات هي الأخرى أصبحت من المناطق المحظورة التي يتحاشاها الكثيرون الا في الحالات الاستعجالية بالنظر إلى تبلور فكرة أن المستشفيات بؤرة لحمل الوباء. نسيمة خباجة يصوم الكثير من المواطنين والعمال عن الوجبات خلال فترة الغذاء بحكم تواجدهم خارج منازلهم بحيث امتنعوا عن الذهاب الى محلات الفاست فود خوفا من أي طارىء خاصة وان شرط النظافة تحول إلى وسواس قهري يطاردهم في كل مكان بدليل إقبالهم على مختلف انواع المطهرات. إقبال ضئيل على محلات الفاست فود تعرف أغلب محلات الإطعام السريع إقبالا ضئيلا بحيث يجتنب الكثيرون الإقبال على المأكولات الخفيفة التي لطالما أدمنوا عليها فالكوليرا أبعدتهم عن سندويتشات الشاورما وشرائح البيتزا وفضلوا اصطحاب وجباتهم المنزلية الى مقرات العمل أو تحمل الجوع حتى العودة الى منازلهم وهو ما أوضحته السيدة لامية التي قالت انها تمتنع خلال هذه الفترة عن اقتناء السندويتشات من محلات الفاست فود بالنظر الى تخوفها من غياب شرط النظافة عبر بعضها الأمر الذي أجبرها على تحضير وجبة غذائها بالمنزل بحكم أنها موظفة وقالت إنها تحتار للبعض الذين لازالوا يتزودون بسندويتشات من بعض محلات الفاست فود التي تظهر بمظهر مقزز من الخارج فما بالنا الوجبات التي تحضرها بالداخل - تقول - أما الشاب مروان عامل قال إنه يرفض الدخول الى محلات الفاست فود في هذه الآونة بسبب انتشار وباء الكوليرا فالكثير منها معيار النظافة شرط غائب عبرها ونجد انتشار الأوساخ والحشرات وحتى القوارض هناك الأمر الذي يحمل خطر للصحة العمومية ومن الواجب تفادي تلك الماكولات خلال هذا الظرف لاجتناب الأضرار الصحية وانتقال عدوى الأمراض. حملات تنظيف واسعة ببعض المحلات تخوّف الكثير من أصحاب نشاط الأكل الخفيف من الخسارة ما أدى بهم الى تنظيم حملات تنظيف واسعة عبر محلاتهم من اجل ضمان شرط النظافة وبذلك عودة زبائنهم وإرجاع عامل الثقة فيهم وهو ما راح اليه أحد أصحاب محلات الفاست فود بالمدنية بالجزائر العاصمة قائلا : إن الإقبال هو بالفعل ضئيل خلال هذه الفترة ومنذ تأكيد إعلان وباء الكوليرا عزف الكثير من الزبائن عن المحلات ما أدى بها الى إنزال ستائرها واتخاذ قرار الغلق إلى غاية مرور هذه الفترة أما هو فقال إن محله نظيف وله زبائن دائمين لكنه لم يقتنع بالأمر وراح إلى تنظيم حملة تنظيف واسعة بالمحل واستعمل مختلف المطهرات ذات الجودة العالية لضمان شرط النظافة وتقديم وجبات سليمة للزبائن ما من شأنه ان يضمن له ممارسة النشاط بكل راحة واطمئنان كما في سائر الأيام خاصة وأن الغلق ليس حلا لا للزبون ولا لصاحب محل الإطعام السريع. المستشفيات مناطق محظورة الأماكن الأخرى التي تحاشاها الجزائريون خلال هذه الفترة هي المستشفيات وحتى المستوصفات إلا عند الضرورة القصوى خوفا من حمل المرض وعلى الرغم من أن المرضى- شفاهم الله- يرقدون بمستشفى القطار إلا أن البعض امتنعوا عن الوفود لأي مستشفى خوفا من أي طارىء وهو ما أوضحته إحدى السيدات التي قالت ان ابنتها الصغيرة مرت بوعكة صحية تمثلت في الحرارة المرتفعة والتهاب اللوزتين إلا أنها امتنعت عن أخذها للمستشفى أو حتى المستوصف والتزمت باقتناء الدواء من عند صيدلي وتعافت ابنتها والحمد لله وعن السبب قالت إنها خافت ان تأخذها لأجل مرض بسيط فيتحول الأمر إلى وباء خطير بسبب انتشار الكوليرا وتتخوف من الذهاب الى المستشفى في هذه الفترة حماية لصحتها وصحة ابنائها ولا تذهب الا في حالة الضرورة القصوى لقدّر الله - تقول-.