التحق مجندا في صفوف الجيش السوري، غير أنه فوجئ بأن الأوامر الموجهة إليه هي قتل سوريين· رفض تنفيذها·· فذاق أصنافا من التعذيب بالصعق بالكهرباء حتى قضى فداءً لأهل بانياس الباسلة· محمد رضوان قومان·· المجند بالجيش السوري، ابن محافظة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات الشعبية السورية العارمة المندلعة منذ منتصف شهر مارس الماضي، صدرت الأوامر لوحدته بالجيش السوري بالتوجه إلى مدينة بانياس·· وهناك صدرت له الأوامر بقمع المتظاهرين·· غير أن قومان لم ير في المحتجين إلا أهله الذين تركهم في درعا، تصور ربما أن مجندا آخر من مدينة بانياس ستصدر له الأوامر بإطلاق النار على أبيه أو جيرانه بمجينة الحراك حوران بمحافظة درعا· لم يجد قومان بدا من الرفض، ولم تر قوات ماهر الأسد بدا من تعذيبه حتى الموت حتى لا تنتقل عدوى الإنسانية منه إلى غيره بالجيش السوري· وهنا، انهالت على صدره الصدمات الكهربائية واختلفت وسائل الصعق، حتى صعدت روحه إلى بارئها بجريرة أنه صار إنسانا يرفض إراقة الدماء بغير ذنب· وأمام الرواية الرسمية لأهل الشهيد بأنه قضى برصاص "الشبيحة"، لم تستطع عقولهم أن تستوعب كيف أطلق "الشبيحة" "النار على ابنهم فمات صعقا بالكهرباء؟"، وعندما تناقلت وسائل الإعلام قصة محمد رضوان قومان وتكذيب الأهل للرواية الرسمية·· تم تعديلها لتحكي أن شومان مات "مصعوقا بالكهرباء من أسلاك الضغط العالي"· غير أن الرواية الرسمية الجديدة لم تكن أكثر تماسكا من القديمة، ونفى الأطباء لأهل الشهيد تماما أن تكون الكهرباء المتسببة في وفاة الشهيد من "أسلاك الضغط العالي"، وتسربت شيئا فشيئا حكايات بطولته عندما رفض إطلاق النار· ومن تحت الستار الحديدي المفروض على وسائل الإعلام في سوريا، وجدت قصة محمد رضوان شومان طريقها إلى النور عندما نشرت على موقع تبادل مقاطع الفيديو "يوتوب" مقاطع لأهل الشهيد يحكون فيه قصته الحقيقية، بينما يظهر مقطع آخر جنازة الشهيد الذي خرجت أهالي مدينته تودعه وتهتف بسقوط نظام بشار الأسد·