لقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الأخلاق الحسنة وبين عظم ثوابها وفضلها في الميزان ولذلك كان يسأل الله تعالى أحسن الأخلاق ويستعيذ من سيئها . فعن أبي الدرداء رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذي (صححه الألباني في صحيح الجامع) وعنه أيضا رضى الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن (صححه الألباني في صحيح الجامع) وفي رواية عنه رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أُعْطِيَ حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير ومن حُرِمَ حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق وإن الله ليبغض الفاحش البذي (رواه ابن حبان والبيهقي والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد) . قال الملا علي القاري رحمه الله تعالى : ومن المقرر أن كل ما يكون مبغوضًا لله ليس له وزن وقدر كما أن كل ما يكون محبوبًا له يكون عنده عظيمًا قال تعالى في حق الكفار : فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا [الكهف:105] وفي الحديث المشهور : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أ ه (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا على القاري) . إن أكثر ما يعين على التخلق بالأخلاق الفاضلة هو الإكثار من تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبر معانيه ومجالسة الصالحين ومصاحبتهم وقراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك سؤال الله تعالى أن يحسن خلقك لما رواه ابن مسعود رضى الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال : اللهم كما حسنت خَلْقِي فحسن خُلُقِي (صححه الألباني في صحيح الجامع) . وروى قطبة بن مالك رضى الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء (رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع) . واعلم بأن أكمل المؤمنين إيمانًا من كان أحسن خلقًا حيث روى أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة ( وصححه الألباني في صحيح الجامع) .