لا تزال معالم المدينةالجديدة التي ستبنى ببلدية بوينان شرق ولاية البليدة تثير حفيظة السكان وتشكل هاجسا حقيقيا يعيشه الصغير والكبير بالبلدية بعد ان كان الحديث عنها يبعث أملا بتغير ملامح المدينة الحالية وتدعيمها بمدينة أكثر حداثة وعصرنة وتكنولوجية ، حيث ان الإشاعات والأقاويل المنبعثة من هنا وهناك أخذت تلعب بعقول هؤلاء وتسلب منهم فرحتهم لتحولها بكل بساطة إلى كابوس يطارد السكان ليلا ونهارا بسبب ما تحمله تلك الإشاعات القائلة بان المدينةالجديدة لن تكون سوى على حساب المدينة الحالية وليس تدعيما لها . كان من المفروض إقامة المدينةالجديدة بأعالي جبال البلدية غير ان الأقاويل حولتها إلى وسط المدينة الحالية أي بهدم هذه الأخيرة وبناء الجديدة وهو الأمر الذي لم يهضمه مواطنو البلدية وجعلهم يدخلون في سلسلة من الاحتجاجات المتواصلة و آخرها كان منذ فترة ليست بالبعيدة سببها إشعارات بالتعويضات المالية التي وصلت إلى السكان بدلا عن أراضيهم وممتلكاتهم حتى ان هذه التعويضات لم تكن في مستوى القيمة الحقيقية لما يملكه المواطن في البلدية بل كانت مجرد مبالغ رمزية أثارت غضب السكان وكانت بمثابة القطرة التي أفاضت كاس غضبهم وأدخلتهم في احتجاج كبير لم تعرفه البلدية منذ نشأتها . " أخبار اليوم "انتقلت إلى بلدية بوينان لتلقي نظرة حول ما يدور من ملابسات في الموضوع ليجمع كل من التقتهم حول نقطة واحدة ووحيدة تتمثل في نقص أو انعدام المعلومة الحقيقية والدقيقة حول المدينةالجديدة على غرار حدودها وتموقعها الذي كان في بداية الأمر عند سفح جبلي للبلدية وهو الأمر الذي تداوله السكان لمدة طويلة ، كما ابدوا تقبلهم لهذه المدينة على هذه الشاكلة بما يمثله البند الأخير من مرسوم الجريدة الرسمية الصادر سنة 2002 والمتعلق بإنشاء المدن الجديدة والذي ينص على ان يتم إنشاء مدن جديدة بعد استشارة الهيئة الإقليمية . سكان البلدية أكدوا ترحيبهم بالمشروع في البداية كونه يحمل مشاريع بدوره عصرية وحضارية كالمستشفيات والأسواق الحضارية وشبكات الطرق الحديثة وناطحات السحاب وغيرها من المشاريع الهامة والضرورية في ان واحد لكن الأمر خرج عن هذا السياق الجميل وجعل سكان كل من الحساينية ، بوينان وسط ،بوعنقود ،ملاحة والعمروصة يعارضون إنشاء المدينةالجديدة على حساب أراضيهم الخاصة بعدما وصلتهم أقاويل بضم أراضي هذه المراكز إلى المدينةالجديدة فيما سيتم تعويض أصحاب تلك الأراضي بمبالغ مالية وكذا ترحيل سكانها إلى مناطق اخرى ، حيث اعتبر السكان هذا الأمر بغير المعقول بتاتا كما وصفوه بضرب من الجنون بحيث لا يمكن ترحيل 45 ألف عائلة إلى أماكن أخرى بغية بناء مدينة جديدة على حسابهم ، فعلى أي أساس ستبنى هذه المدينةالجديدة بعد محو أصالة وثقافة المجتمع الأم لمدينة بوينان ، ليأتي استلام بعض السكان لمراسلات وقوائم تحمل أسماء السكان المستفيدين من التعويضات المالية لصالح البلدية ونزع الملكية منهم بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس ، ما يدل على ان الأمر ليس مجرد إشاعات فقط بل تجاوزه إلى أمور رسمية وجدية تنبئ بكارثة حقيقية تنتظر سكان بوينان في القريب العاجل ن الوضع الحالي للسكان أدى بهم إلى الاحتجاج كرفض منهم لمثل هذا الوضع بتاتا ، فهل من المعقول على حسب تعبيرهم ان تبنى مدينة جديدة على حساب هدم مدينة موجودة قبلها بالأساس ؟ كما طرح نفس السكان تساؤلا آخر يندرج ضمن المصلحة العامة قبل الخاصة كون هل من المعقول ان تبنى وتقوم مدينة جديدة ذات منشات عصرية على حساب أراضي فلاحية خصبة صالحة للزراعة ؟ . تعاطف سكان بلدية بوينان فيما بينهم واتحادهم حول كلمة واحدة جعل موقفهم يصمد أمام مختلف الارتدادات الزلزالية التي تضرب وحدتهم من حين لآخر ، لكن ما يشغل بال هؤلاء هو انعدام الوجهة الحقيقة التي يمكنهم التوجه إليها لمعرفة الحقيقة سيما الهيئة الرسمية المكلفة بإنشاء المدينةالجديدة والتي لم يعرف لها اثر لحد كتابة هذه الأسطر . من جهتها السلطات الولائية للولاية وعلى رأسها والي الولاية طلب من سكان البلدية جمع توقيعات رفضهم للمدينة الجديدة بمفهومها السائد حاليا والمطروح بين السكان ، إلا ان غياب المعلومة الصحيحة اثر بالسلب على أولائك السكان حيث طالبوا بضرورة نزول الهيئة الممثلة عن المشروع إلى ارض الواقع للتحاور مع السكان خاصة وان مثل هذا المشروع اثر سلبيا على التنمية الشاملة المستديمة في البلدية فمنذ سنة 2003 إلى حد الساعة تقرر تجميد مشاريع البناء وتجميد البيع والشراء بالمنطقة جعل السكان يتوهون في دوامة لا مخرج لها سيما وان البلدية لم تستفد منذ أكثر من 8 سنوات من المشاريع السكنية أو الترقوية أو التساهمية فهي مجمدة بفعل عدم تسليم رخصة البناء ، أصحاب الأراضي بدورهم يعيشون المشكل ذاته إذ أنهم لا يملكون رخص البناء على أراضيهم ولا يمكنهم إيداع ملفات خاصة بالسكنات بسبب امتلاكهم لتلك الأراضي وهي المعادلة الصعبة التي لم يستطع السكان إيجاد الحل البديل واللازم لنجدتهم مما هم فيه. و للإشارة تقع بلدية بوينان شرق ولاية البليدة تبعد ب 25 كلم عن الجزائر العاصمة ، تتربع على مساحة تقدر ب 7450 هكتار تشكل 70 % منها أراضي جبلية وشبه جبلية فيما تقع 30 % المتبقية في سهل متيجة ما جعلها تتميز بخصوصيات جمة كونها بلدية يغلب عليها الطابع الفلاحي بالدرجة الأولى ، وصل عدد سكانها حسب الإحصاء الأخير إلى 45 ألف نسمة يتمركز 90 % منهم عبر أربع أقطاب ومراكز أساسية وهي عمروصة ،ملاحة ،حساينية وبوينان وسط ، فيما يتمركز 10 % في المناطق الجبلية وشبه الجبلية .