أخي السائر إلى الله الطريق إلى الله كالطريق الحسية تماما .. تجد فيها إنفاقا مظلمة ومنحنيات خطيرة ومطبات مرهقة وكبارى علوية .. كما تجد أحيانا على جنبتى الطريق حدائق فاتنة وسبلا متفرعة .. ومن لم ينتبه لمثل هذا ولم يقده للخروج منها خبير بصير ضل ولابد في الطريق او انقطع . آخى الكريم إن معرفة أفات الطريق من المهمات التي تنبغي للسائر . قال ابن القيم _ رحمه الله تعالى : ولا يتم المقصود إلا بالهداية إلى الطريق والهداية فيها وأوقات السير من غيره وزاد المسير وآفات الطريق ولهذا قال ابن عباس في قوله _ تعالى - : لِكُلّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ( المائدة : 48 ) _ قال : سبيلا وسنة . وهذا التفسير يحتاج إلى تفسير فالسبيل : الطريق وهى المنهاج . والسنة : الشرعة وهى تفاصيل الطريق وحزوناته وكيفية المسير فيه وأوقات المسير وعلى هذا فقوله : سبيلا وسنة يكون السبيل : المنهاج والسنة : والشرعة فالمقدم في الآية للمؤخر في التفسير وفى لفظ آخر : سنة وسبيلا فيكون المقدم للمقدم والمؤخر للمؤخر . فجعل من الهداية فى الطريق التخلص من آفات الطريق وحزوناته . . ومعرفة تفاصيل تلك الحزونات .. فانتبه معي لأخطر هذه الآفات - عافانا الله وإياك منها - .