شكل موضوع الذكرى 164 لانتفاضة أولاد أم الإخوة 12 أكتوبر 1854 محور ملتقى وطني انطلقت فعالياته يوم السبت بالجلفة بمشاركة أساتذة وباحثين وكذا من المهتمين بعبق بطولات المقاومات الشعبية الباسلة ضد المستعمر الفرنسي. ولدى افتتاح هذا الملتقى في طبعته الأولى -الذي بادر إليه المجلس الشعبي لبلدية فيض البطمة (50 كيلومترا شرق الجلفة) بالتنسيق مع مديرية المجاهدين والأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين وكذا جامعة زيان عاشور - تم إبراز وبشكل مستفيض من طرف باحثين جامعيين نبذة عن عرش أولاد أم الإخوة الذين هم من إحدى قبائل سيدي نايل ويستقرون في رقعة جغرافية تتواجد بجنوب ولاية الجلفة في منطقة فيض البطمة مرورا بجبال بوكحيل وحتى صحراء مسعد في منطقة الأفطح وأم العظايم وقطارة وتستقر عائلات كثيرة منهم خارج إقليم الولاية في الشرق الجزائري وفي الجنوب بمنطقة ريغ وكذا بالجزائر العاصمة. وأسهب المتدخلون في الجلسة الصباحية من أشغال هذه التظاهرة ببعدها التاريخي في ذكر أن عرش أولاد أم الأخوة كغيرهم من عروش أولاد نايل كانوا على استعداد تام إبان الاحتلال للجهاد ضد المستعمر حيث عمدوا في تاريخ 12 أكتوبر 1854 الذي قام فيه القوات الفرنسية آنذاك من رفع مخيمها باتجاه منطقة مسعد بالتعرض للقافلة في هجوم خاطف من طرف مقاتلي وفرسان أولاد أم الإخوة الذين دخلوا معهم في اشتباكات كبّدت العدو خسائر كبيرة في جنوده ومعداته. وبعد أن ذاق المستعمر ويلات الهزيمة -يضيف المشاركون في اللقاء وصل بقواته في ال17 من شهر أكتوبر من نفس العام للانقضاض على قبيلة أولاد أم الأخوة أين استشهد الكثير من فلذات أكباد هذا العرش الأبي الذي قدم أبنائه بطولات باسلة على أرض الميدان وإثر هذه الأحداث التي استعمل فيها المستعمر أسلحة ثقيلة هاجر أولاد أم الأخوة إلى منطقة توزر بتونس الشقيقة حيث مكثوا هناك سبع سنوات وعادوا بعد اتفاقية الرجوع وفق شروط المستعمر آنذاك ومن أهمها التجنيد الإجباري وكانت المنطقة محل مراقبة وحصار لما تشكله من خطورة.