لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث حصر فيه أسماء الله الحسنى ومن قام بحصرها هم ثلاثة من رواة الحديث اجتهادًا منهم ثم ألحقوها بالحديث الوارد عن الرَّسول بأنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا فالْتَبَسَ على بعض العامَّة أنَّها واردةٌ عن الرَّسول ولذا تَتَبَّعَ عددٌ من العلماء الطُّرُقَ التي وردت فيها الأسماء فوجدوها جاءت من ثلاثة طرق كلُّها ليست عن الرسول صلى الله عليه وسلم : الطريق الأولى - وهي الأشهر بين الناس - عن الرَّاوي (الوليد بن مسلم) أخرجها : 1- التِّرْمذيُّ في سُنَنه (3849) كتاب الدَّعَوات . 2- ابنُ حبَّان في صحيحه موارد الظمآن (2384) . 3- الحاكم في المستدرك (1/16) . 4- ابن منده في كتاب التوحيد (2/205) . 5- البيهقيُّ في السُّنَن الكبرى كتاب الإيمان (20312) . الطريق الثانية : عن الرَّاوي (عبد الملك بن محمد الصَّنعاني) أخرجها : ابنُ ماجه في سننه باب الدعاء (3994) . الطريق الثالثة : عن الرَّاوي (عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان) أخرجها : 1- الحاكم في المستدرك (1/17) . 2- البيهقي في الأسماء والصفات . وهذه الرِّوايات الملحقة بالحديث هي اجتهادًا منهم وليست إلزامًا للأمة ومن الخطأ التَّعْويلُ على هذا العَدِّ وقَصْرُ النَّاس عليه فعلى سبيل المثال : في الكتاب والسُّنَّة أسماء ليست في رواية الوليد مثل اسم الرب و المنان و الوتر و الشافي وغيرها كثير . وقال شيخ الإسلام ابنُ تيمية - رحمه الله - عن هذه الرِّوايات الثَّلاثة : قد اتَّفَقَ أهلُ المعرفة بالحديث على أنَّ تلك الرِّوايات ليست من كلام النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وإنَّما من كلام بعض السَّلَف ونَقَلَ ابنُ حجر عن ابن عطيَّة - رحمهما الله - قوله : حديثُ التِّرْمذيِّ ليس بالمتواتر وبعضُ الأسماء التي فيه شذوذٌ . لأجل ذلك اختلفت قائمةُ أسماء الله الحسنى باختلاف العلماء حولها فظهرت أسماءُ كثير منهم أعادوا جمعَ وحصرَ الأسماء الحسنى مثل الخطابي والقرطبي وابن القيم الذي ألف قصيدة (النُّونيَّة) رَصَدَ وشرح فيها أسماءَ الله ومعانيها في ستة آلاف بيت . والشيخ السعديّ وابن عثيمين وأخيرًا الشيخ ابن باز الذي أشرف على قائمة أَعَدَّها الشيخُ سعيد بن وهف القَحْطانيّ وهي التي أخذنا بها في الكتاب مع إسقاطنا لاسم (جامع الناس ) مستعيضين عنه باسم (الوتر) الذي أورده الشيخ القحطانيُّ ضمنَ أسماء تزيد على التسعة وتسعين وذلك لاختلاف العلماء حول اسم (جامع الناس) أنه من الأسماء المشْتَقَّة من الأفعال المقيَّدة بزمن أو مكان مخصوص أي أنه بيوم القيامة فقط رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْم لَا رَيْبَ فِيهِ [آل عمران: 9] وليست مطلقةً على كلِّ حال .