أقدم المدعو "ق·ش" البالغ من العمر 36 سنة، على قتل جاره بواسطة ضربة قوية على مستوى الرّأس بواسطة مفكّ البراغي بعد نشوب خلاف حول فسخ خطوبة أخته التي دامت لأكثر من 7 سنوات· وقائع قضية الحال عادت إلى محكمة جنايات البليدة بعد الطعن بالنّقض في حكمها، وتعود تفاصيلها إلى تاريخ 15 مارس من سنة 2006، على الساعة التاسعة ليلا عندما نشب شجار بين أخ المتّهم والضحّية بسبب أن المتّهم كان خطيب أخت الضحّية، وأنه فسخ الخطوبة بعد حصول بعض المشاكل بين العائلتين وتدخّل المتّهم لفضّ النّزاع بعد أن سمع كلاما مخزيا ومشينا تلفّظ به الضحّية، كما أنه قام بضرب أخ المتّهم بضربة على مستوى الأنف سبّبت له نزيف دم· ليقوم المتّهم بإشهار مفكّ للبراغي صوّبه نحوى الضحّية على مستوى الجبهة، وهي الضربة التي أسقطته أرضا ليتمّ نقله على جناح السرعة إلى مستشفى مايو بباب الوادي، إلاّ أن الضحّية توفي في الصباح الموالي إثر تعرّضه لضربة عنيفة· في نفس السياق، باشرت مصالح الشرطة تحقيقات في القضية، ومن ثمّ اقتياد المتّهم الذي صرّح بأنه لم يقصد ولم تكن لديه نيّة القتل، بل ضربه بواسطة مفكّ البراغي دفاعا عن أخيه الذي تمّ ضربه من طرف الضحّية، مضيفا في الوقت ذاته أن سبب ضربه للضحّية لم يكن أبدا الأزمة التي يعيشها وأهل الضحّية بسبب فسخ الخطوبة وإنما كان دفاعا عن أخيه· بالإضافة إلى ذلك، صرّح المتّهم أثناء سماعه أمام مصالح الشرطة بأنه كان على خلاف مع عائلة الضحّية بسبب قيامه بفسخ الخطوبة بعد أن رآى الفتاة برفقة رجل آخر، وأن أخلاقها لم تكن محمودة، وهو الشيء الذي دفعه إلى فسخ الخطوبة وهذا بعد أن ربطته بها علاقة خطوبة دامت سبع سنوات، وأنه تعرّض لعدّة اعتداءات من طرف أهل الضحّية بسبب قيامه بفسخ الخطوبة، خاصّة من طرف الضحّية الذي هدّده بالقتل عدّة مرّات، وهذا ما أكّده أحد الشهود الذي مثل أمام المحكمة، والذي كان زميل المتّهم في العمل، حيث اشتكى له هذا الأخير عدّة مرّات من تعرّضه لتهديدات من طرف أهل الضحّية· وأثناء مثول المتّهم أمام هيئة المحكمة تمسّك بكلّ تصريحاته التي أدلى بها أمام الشرطة، خاصّة مسألة أن نيّة القتل لم تكن متوفّرة لديه بتاتا، إلاّ أن دفاع الطرف المدني واجه المتّهم بأنه ليس من أراد فسخ الخطوبة، وأن أهل الضحّية هم من طالبوا بذلك كونه تماطل في إتمام مراسيم الزّواج، وأنه قام بقتل الضّحية بدافع الانتقام· وعليه، اعتبر ممثّل الحقّ العام أثناء مداخلته جناية القتل العمدي ثابتة في حقّ المتّهم، وأن تمسّكه بمسألة الدفاع غير متوفّرة كونه دائم الدخول في المشاكل وعائلة الضحّية، كما أن شهادة السيّدة جارة المتّهم التي رأت كلّ مجريات الحادثة، أكّدت أن المتّهم لم ينو أبدا فضّ النّزاع وإنما توجّه مباشرة وفي يده مفكّ البراغي وصوّبه مباشرة إلى رأس الضحّية تشير إلى إدانته· وعلى هذا الأساس، اِلتمس ممثّل الحقّ العام بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة أوّل أمس تسليط عقوبة الإعدام في حقّه نظرا لخطورة الجناية المرتكبة من طرفه·