رجال يقتحمون الحرفة وينافسون النسوة محلات بيع المعجنات التقليدية تشهد انتعاشا كبيرا يشهد نشاط بيع المعجنات التقليدية خلال السنوات الأخيرة انتعاشا كبيرا في الجزائر بحيث ظهرت محلات اختصت في بيع الكسرة والمطلوع وغيرها من المعجنات ما أدى بالعديد من الرجال الى مزاولة النشاط وصاروا ينافسون النسوة في تحضير أشهى المعجنات التقليدية بل صارت بعض النسوة من بين زبائنهم الدائمين ونجدهن يتحججن دوما بالعمل وضيق الوقت ما يمنعهن من تحضير تلك المعجنات بالبيوت ووجدن في تلك المحلات حلا متاحا لجلبها. مروى رجاج يعتبر الرغيف أكلة شعبية تقليدية تعرف في قاموس الجزائريين بالكسرة بعدما كانت لوقت ليس ببعيد تحضر من قبل النساء داخل البيوت ولكن مع مرور الزمن طلقتها النساء لأسباب مختلفة مرتبطة بتحولات ثقافية واقتصادية عرفها المجتمع الجزائري ليحتضنها الرجال بشغف لما فيها من كسب وفير وربح ولم يقتصر ولوج الرجل عالم المرأة في الطبخ التقليدي فقط بل تجاوزه الى فرض نطاقه داخل المطبخ. معجنات تقليدية بأنامل رجالية بداية توجهنا الى فئة الرجال الذين يحترفون صنع الكسرة قال أحدهم إن امتهاني لحرفة تحضير الخبز التقليدي يعود الى 5 سنوات مضت والإقبال على الكسرة التي احضرها يتزايد مع مرور الأيام مستدلا بنفاد الكمية قبل انقضاء اليوم علما بأن نفس المحل يختص في صناعة المطلوع أيضا وأضاف تدربت على تحضيرها على يد والدتي واليوم أصبحت ماهرا في تحضير هذا النوع من الخبز وأصبحت أفضل من والدتي وقال زميله في المحل بعد الكسرة والمطلوع أضفنا منتوجين تقليديين آخرين هما المحاجب والبراج اللذان لقيا رواجا واسعا . وما يثير انتباه هؤلاء العمال أن النساء يقفن طوابير طويلة بغية الحصول على خبز الدار وأكد ان معظم أصحاب المحلات يستقبلون زبونات وفيات ودائمات وهن أكثر من الرجال وفي جولة لنا عبر العديد من الشوارع والازقة الكبرى بالجزائر وضواحيها لاحظنا أن محلات المعجنات التقليدية في تزايد مستمر ووقفنا على إقبال عدد كبير من الناس عليها من الجنسين معا وعلى سبيل المثال لا الحصر عند تجولنا في بلدية براقي لاحظنا وجود أزيد من 5 محلات في قلب المدينة مع توافد عدد هائل من الزبائن عليها. الخبز الجاهز لدفع التعب هناك فئة من الرجال ترى في إقبال المرأة على شراء الكسرة أمر غير عادي باعتبارها هي الأجدر والمؤهلة اكثر في مجال صنع المعجنات التقليدية واعتبر البعض أن المرأة تتكاسل في تحضيرها وتفضل خبزا تقليديا جاهزا حيث ترى الرجال يتفننون في تحضيرها وكأنها مهنة من اختصاصهم ولكن في الحقيقة حرفة نسوية سرقوها منهن بعدما تخلين عنها واستغنين عن حرف الأمهات والجدات فحسب بعض الآراء فان المرأة أصبحت ترى في صنع الكسرة عملا شاقا وصعبا ومرهقا فبعد أن كانت حواء في وقت سابق تتفنن في صنع أنواع الخبز التقليدي هاهي اليوم تنتظر دورها في طابور طهو الرجال للحصول على خبز الدار الذي تفننت اليد الخشنة في صنعه وتنويعه. حجج أخرى للنسوة هناك فئة أخرى من الرجال مختلفة وجهة نظرها للمرأة المقتنية للخبز الجاهز وأن الرجل الذي يمتهن هاته الحرفة ليس لأنها حرفة نسائية سهلة بل لأنها تدخل ربح وفير عليهم. فهناك الكثير من النساء التي لها ظروفها الخاصة تمنعها من طهو الكسرة وكذا الخبز التقليدي بحكم أنها لا تتقن إعدادها أو أنها امرأة عاملة أو طالبة ليس لها الوقت الكافي للطهي ما دفعها لشرائها جاهزة و هذا ما أكدته احد النساء العاملات أنا شخصيا بحكم عملي لا أجد الوقت الكافي لصناعة الكسرة لأنها تحتاج وقتا و جهدا و أنا اعود لبيتي منهكة بالكاد أقوى على طبخ وجبة العشاء لذلك أقتنيها جاهزة . كما نجد نساء طاعنات في السن لا يستطعن القيام بطهيها حسب احدى العجائز أنا تعودت على اقتنائها من مخبزة الحي لأن قواي خانتني لا استطيع عجنها. وفي الأخير ومهما كانت أنامل من حضرها نسوية ام رجالية تظل مهنة تحضير المعجنات التقليدية حرفة محلية عريقة وجزء لا يتجزأ من تراث وعادات المجتمع الجزائري وتبقى تزين موائد الجزائريين لاسيما في الولائم و الاعياد والمناسبات الدينية كيف لا وهي التي اقترنت بالمثل الشعبي الشهير الكسرة والماء والرأس في السماء .