إحصاء 7 آلاف حالة خلال تسعة أشهر جزائريات عرضة لأبشع صور العنف يعتبر العنف ضد المرأة من الطابوهات التي تتفشى في مجتمعنا وتزايدها فرض اتخاذ استراتيجيات وطنية تضع حدا لانتشارها بعد أن تعددت مسبباتها في الفترة الأخيرة ليتضح أن الظاهرة تدعو الى استئصال جذورها فالمجتمع الجزائري على غرار المجتمعات العربية ما زالت تخضع فيه المرأة وبشكل مستمر للسيطرة الذكورية من العائلة وخارجها الى جانب سلطة الأعراف والتقاليد فرغم تقلدها مناصب عليا وكذا اقتحامها لمجالات كانت حكرا على الرجل إلا أنها تظل في نظر البعض مجرد قاصر غير قادرة على تقرير مصير حياتها وخلقت فقط للزواج وخدمة الأسرة والإنجاب لا غير. عبير عربية لا زال العنف ضد المرأة يشكل ظاهرة عالمية تختلف نسبها من مجتمع لآخر حسب أعراف وتقاليد وكذا الأنظمة ويعتبر أحد المواضيع الأكثر أهمية وحضورا على الساحة المحلية والدولية في الواقع المعاصر ويعد من أكثر العوامل التي تقف عقبة في حياة المرأة وكذا الأكثر تأثيرا حيث رغم الحملات التحسيسية والندوات الوطنية إلا أن الظاهرة لا تزال سائدة و لا زالت تتعرض المرأة للعنف في المجتمع العربي وأيضا الغربي الذي لا يخلو من هذه الظاهرة إما من قبل الأب أو الأخوة أو الزوج بالرغم من أن الاسلام أكرمها وكفل لها حقوقها. وحسب تعريف الأممالمتحدة فإن العنف هو السلوك الممارس ضد المرأة والمدفوع بالعصبية مما يؤدي الى معاناة وأذى يلحق بها أي سلوك عنيف متعمد ويعد التهديد صورة من صوره الفظيعة الى جانب الحد من حريتها مما يعكس انتهاك واضح لحقوق الإنسان . العنف الجسدي الأكثر انتشارا للعنف عدة أشكال نذكر منها العنف الجسدي بحيث هو الأكثر انتشارا والمتمثل في إلحاق الأذى الجسدي بالمرأة المؤدي لمخاطر كبيرة. حورية هي عينة حية تعرضت لأبشع أنواع العنف الأسري في الجزائر تحملت ضرب زوجها طيلة 5 سنوات قبل أن يلقي بها في الشارع ما جعلها تتقدم بشكاوي لم تجدها نفعا نظرا لمهنته التي تحفظت عن ذكرها هذا وناهيك عن العنف اللفظي أو النفسي المصاغ عن طريق الألفاظ المهينة والشتائم تواجهها المرأة تقريبا يوميا في حياتها حتى في الشارع من أشخاص مجهولين أما الأكثر خطورة لتأثيره الجسدي والنفسي معا هو العنف الجنسي المتمثل في التحرشات الجنسية والاغتصاب. آثار وخيمة على نفسية المرأة يترك العنف في المرأة آثار وعاهات تصل لحد أن تكون اثارا دائمة ومدمرة لحياتها من آثار نفسية المتمثلة في فقدانها الثقة في نفسها والاكتئاب والشعور بالأهانة كما يصل بها الأمر الى محاولة الانتحار ووضع حد لحياتها الى جانب الآثار الاجتماعية التي هي عبارة عن تفكك أسري وطلاق وكذا الهروب من المنزل من دون ان ننسى الاثار الصحية التي تصل الى حد الإعاقة والقتل والانتحار والاصابة بعاهات دائمة وحسب اخر الإحصائيات الصادرة عن المجلس الوطني لحقوق الانسان حول ظاهرة العنف في الجزائر فقد تم تسجيل أزيد من 7 آلاف حالة عنف خلال التسع أشهر الأولى من سنة 2018. القانون يجرّم العنف ضد المرأة قام المشرع الجزائري باستحداث نصوص فانون العقوبات رقم 15_19 جرم خلالها العنف ضد الزوجة كما خص حماية متميزة من جرائم العنف بموجب المادة 266 حيث حدد عقوبة الحبس من 1 الى 3 سنوات إذا كان العجز لا يتجاوز 15 يوما أما اذا تجاوز تلك المدة فتصبح العقوبة من 2-5 سنوات أما العاهة المستديمة من 10 الى 20 سنة . وهنا تباين في الآراء حول هذا القانون بين مؤيد ومعارض يقول أحدهم القانون غير عادل لأن المرأة ستستغله لصالحها فقط وآخر أضاف سيؤدي القانون لخراب الأسر على عكس رأي آخر الذي أكد ان من تقوم علاقته على الدين والاحترام لن تخرب أسرته بفعل القانون فيما لاقى تأييدا من طرف النساء من اجل الردع. رفقا بالقوارير احترم الإسلام شخصية المرأة وكفل لها حقوقها فهي مساوية للرجل لكن يجوز ضربها من طرف الزوج إذا أخطأت على أن يكون ضربا غير مبرح ولا يترك أثرا كما جاء في قوله تعالى {اهجروهن في المضاجع واضربوهن ..} سورة النساء -34- و كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا تضربوا اماء الله أي النساء _ و قوله عليه الصلاة والسلام رفقا بالقوارير . وفي الأخير نختم بقولنا أن العنف كان ومايزال هاجس المرأة والمدمر الأساسي لحياتها واستقرارها رغم محاولتها للتحرر وكسر الحواجز إلا أنه ظاهرة أبت الزوال.