زيجات جديدة مصيرها التفكك في لمح البصر أرقام مرعبة لمعدلات الطلاق في الجزائر * مختصون يدقون ناقوس الخطر ارتفعت حالات الطلاق في الجزائر بشكل ملفت للانتباه وأضحت تتزايد من سنة الى أخرى فبعد أن بلغت 57 ألف حالة طلاق سنة 2015 وأكثر من 63 ألف حالة سنة 2016 ارتفعت الى 68 ألف حالة طلاق سنة 2017 والغريب في الأمر أنها أصبحت تطارد الأزواج الجدد بحيث لا تمضي مدة طويلة على الزواج في بعض الحالات حتى يتم الطلاق مما يستدعي الوقوف على الأسباب وإيجاد الحلول ونجد على رأس الأسباب عدم الأهلية للزواج كسبب اول لتليها مجموعة من الاسباب الأخرى كانعدام السكن والعمل والاستقرار الوظيفي الى جانب الظروف الاجتماعية الصعبة التي ساهمت هي الأخرى في التفشي الكبير لظاهرة الطلاق في الجزائر. أسماء غناي ارتفاع حالات الطلاق في الجزائر حرك جميع الجهات المعنية من مختصين اجتماعيين وتربويين الذين دقوا ناقوس الخطر بسب سلبيات الطلاق على البناء المجتمعي ويؤدي الى تفكك اسر وتشتيت ابناء. تؤكد دراسة نفسية في المنطقة العربية أن انعكاسات الطلاق لا تقف عند المرأة فحسب بل تشمل الأطفال والرجل فالطلاق يسبب صدمة نفسية للمرأة لأنها تشعر أن زوجها طعنها في الظهر حتى أن 85 من النساء المطلقات اللائي شملن هذه الدراسة يعانين من مرض الاكتئاب بعد وقوع الطلاق فهو من أصعب المراحل التي قد تواجهها المرأة وقد تشعر بالضيق وعدم الثقة كما ان الرجل لا يسلم من عواقب الطلاق فنسبة 37 من الرجال المطلقين يموتون بالسكتة القلبية بسبب الاضطراب الذي يتعرضون له أما الاطفال فهم اكبر ضحايا الطلاق فنسبة 98 منهم لا يستطيعون التركيز و 31 يفشلون في الدراسة. صبرينة طلقها زوجها بسبب قصورها الكلوي السيدة صبرينة نموذج للفتيات اللواتي ابتلين بمرض مزمن وهن يمارسن حياتهن الزوجية فبالرغم من العشرة الزوجية التي تتجاوز العشر سنوات إلا أن صبرينة واجهت ظروفا قاسية صحيا ونفسيا وعاطفيا. في هذا الصدد تقول: لقد عشت حياة هادئة وبسيطة مع زوجي كما أنجبت له طفلتين جميلتين ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد تعرضت لمرض مزمن جعلني طريحة الفراش كما أصبحت مداومة على المستشفيات للقصور الكلوي الذي تعرضت له لكن الأمر لم يؤثر في كثيرا بقدر تأثير زوجي علي لأنني أعلم يقينا أن المؤمن معرض لابتلاءات من الله تعالى وعلى الإنسان الصبر والاحتساب أمام ما قدر الله عليه كهذا المرض المزمن ولكن الشيء الذي أثر في نفسيتي هو التصرف الذي لم أكن آتوقعه من زوجي الذي وهبته حياتي كلها فقد قابلني بالجحود واللامبالاة فبدل أن يقف بجانبي ويواجه معي هذا المرض أصبح يهينني وينعتني بالمريضة والفاشلة و....و.... إلى أن صارحني أنه لا يمكن أن تستمر علاقتنا بسبب سوء حالتي الصحية والتي تجعلني أقصر نوعا ما في واجبي تجاهه فهجرانه الذي يعد فوق طاقتي إلى أن وصل به الأمر إلى البدء في إجراء معاملات الطلاق ونحن اليوم بين المد والجزر في المحاكم. والذي عذب حياتي وأرهق نفسيتي هو أنه لو مرّ بنفس ظروفي الصحية لوقفت بجانبه ودعمته بكل ما أوتيت من قوة . أنانية والديه دفعته لإلغاء انتمائه لهما رابح ذلك الطفل الذي يبلغ الحادي عشر من العمر راح ضحية طلاق والديه الذي ارتبط بهما كثيرا ما دفعه لإلغاء الانتماء لهما وفضل الالتحاق ببيت جده على أن يختار طرفا منهما بعد الطلاق حكاية معاناته بدأت حين قرر أبوه الزواج من زميلته في العمل حينها ثار ثوران والدته وقررت الانفصال والزواج أيضا بصديق لها وبقي رابح في مفترق الطرق يعاني الحرمان قائلا: أصبحت لا أحب زيارتهما فلاحظت مرارا وتكرارا أن زوج أمي يتضايق من وجودي معها وعندما اذهب إلى بيت والدي زوجته تخبرني دائما بغيابه رغم أني في كثير من الأحيان اسمع صوته داخل المنزل أو أجد سيارته أمام بابه ما جعل رابح يقضي معظم أوقاته في الشارع الذي ربطه مع أصدقاء ادخلوه معهم عالم المخدرات الذي لا يرحم. للمرأة يد في هدم بيت الزوجية هناك وسائل وطرق تقوم بها الزوجة من حيث لا تشعر فتهدم بيتها بيدها دون أن تعي ما تقترفه في حق نفسها وزوجها وأطفالها فالمرأة بطبعها هينة وسهلة الانقياد غير أن وسوسة نفسها تغير ما يميزها من خصال ومن أبرز ما يفسد طباعها وسائل الإعلام التي ما دأبت تحرض على الإفساد بين الزوج وزوجته وتصور الرجل أنه ظالم ومستبد والحقائق تؤكد في كثير من الصور المجتمعية إفسادها للود وقطع علاقة المحبة بين الزوجين بعد أن جعلتها تكره زوجها ثم إن الجلسات الفارغة مع بعض الصديقات والزميلات في حصص الفراغ أو حتى مع الجيران يدخل في ذلك على اعتبار أنها تحمل في طياتها تحريضا للتمرد على عش الزوجية ومما يهدم البيوت ويفرق الأسر من قبل الزوجة وبواعث الكبر والعجب كثيرة في مقدمتها الجاه المال الشهادة الجمال وغيرها مع قلة العقل وقصر النظر يضاف إلى ذلك استبداد الزوجة وتسلطها لاسيما إذا كانت شخصية رجل ضعيفة ومتسامحة إذ يقودها ذلك إلى التعنت والقفز على قوامة الرجل فتفسد نفسها وأسرتها على السواء. ارتفاع الطلاق في أوساط المتزوجين الجدد إنتشر الطلاق في السنوات الأخيرة بشكل مخيف خصوصا في أوساط المتزوجين الجدد بسبب عدم القدرة على تحمل المسؤولية ففي الماضي كانت نسبة الطلاق ضئيلة لأن المرأة كانت تتحمل أكثر من طاقتها من أجل إستمرار زواجها وتربية أولادها ضمن وسط أسري مستقر أما نساء هذا الزمن فكثيرات منهن لا يستطعن تحمل المسؤولية فيفشلون في حل أصغر المشاكل ويلجؤون للطلاق كوسيلة للخلاص فمنهن من دام زواجها عامين كحد أقصى وأخريات شهرين لا غير في حين يرى المختصون أن سبب الطلاق بين أوساط المتزوجين الجدد راجع إلى عدم نضج الزوجين وعدم فهم المعنى الحقيقي للزواج. إحصائيات رهيبة هذا الأمر أصبح مقلقا نتيجة التزايد المطرد لأرقام الظاهرة حيث تشير الإحصاءات الديموغرافية الصادرة عن الديوان الوطني للإحصائيات وكذلك وزارة العدل عن وجود ارتفاع قياسي في أرقام ومعدلات الطلاق في الجزائر حيث ارتفعت عدد حالات الطلاق في الجزائر من 31 ألف حالة سنة 2005إلى 49 ألف حالة سنة 2010 لتبلغ 57 ألف حالة طلاق سنة 2015 وأكثر من 63 ألف حالة سنة 2016 لتبلغ 68 ألف حالة سنة 2017 أما نسب الطلاق فقد عرفت ارتفاع مستمر من 11.1 سنة 2005 إلى 14.46 سنة2010 و16.23 سنة 2015 لتبلغ هذه النسبة 17.42 سنة 2016 ولتتجاوز 19 سنة 2017. في الوقت الحالي نسجل كل 10 دقائق حالة طلاق جديدة في الجزائر بمعدل 6 حالات كل ساعة و144 حالة طلاق في اليوم. قضايا الخلع في تزايد عرفت ظاهرة الخلع انتشارا واسعا في المجتمع الجزائري خاصة في السنوات الأخيرة حيث أصبح الخلع مؤشر خطر حقيقي يقوص تماسك الأسرة ويهددها بالشتات والانفجار بعد أن أصبح وسيلة شرعية سهلة في يد المرأة تستعمله متى شاءت لشراء حريتها هروبا من تسلط الرجل وتكسيرا لقيود المجتمع. لقد أجمع الفقهاء على جواز الخلع ومشروعيته عند الحاجة كاستحالة مواصلة الحياة الزوجية وكذلك إساءة معاملة الزوجة للزوج أو العكس أو كره الزوجة لزوجها لسوء دينه أو خلقه. وفي حال تعدد الزوجات الذي يمكن أن يضر بالزوجة الاولى وحالة النشوز حيث تجد الزوجة نفسها بحكم قضائي حكم الطاعة معلقة لا هي متزوجة ولا هي مطلقة الأمر الذي يلحق بها ضررا كبيرا. ورغم عدم هضم المجتمع الجزائري ظاهرة الخلع إلا أنها فرضت نفسها بقوة القانون فجهاز العدالة مسؤول عن ارتفاع نسب الطلاق نتيجة التراخي والتساهل في جلسات الصلح التي أصبحت تتم بسرعة رغم أن الشرع والقانون يستوجبان حضور حكم من أهلها وحكم من أهله لإيجاد وسيلة للتفاهم والرجوع قد تغني في الأخير عن نتيجة الطلاق والانفصال. بعض الحلول للحد من أبغض الحلال والملاحظ مما سبق أن ظاهرة الطلاق والخلع اتسعت في المجتمع الجزائري ولمعالجتها حقيقة نحتاج الى أبحاث ودراسات تقف على الاسباب وتحصيها بدقة ثم تقدم مقترحات وتوصيات تساهم في التخفيف من حدتها حيث ان جميع العلاقات الزوجية تمر بمشاكل ولكن هناك مشاكل لايستطيع الزوجين تجاوزها وتؤدي في النهاية الى الطلاق حيث لايحدث الطلاق بين ليلة وضحاها ولكن يحدث بعد تراكم عدة مشاكل في الزواج تؤدي في النهاية الى صعوبة العيش بين الزوجين حيث يصبحان غير قادرين على الاحساس بالسعادة مع بعضهم وهنا يكون الطلاق هو الحل الأمثل لإنهاء هذه المشاكل والخلافات التى حولت الحياة الزوجية الى جحيم أما الزوجين اللذين يدركان الاثار المدمرة للطلاق على مستقبل أبنائهم يتجملان بالصبر ويحرصان على كل ما من شأنه أن يحفظ بيتهما من الدمار ويعينهما على ذلك التمسك بالقيم و التحلي بفضائل الاخلاق والابتعاد عن الظن السيئ ومواطن الشبهات الى جانب الحث على تعزيز الثقة المتبادلة بين الزوجين من جهة وضبط النفس وعدم التسرع واللجوء الى الحوار والاقناع بالحجة من جهة اخرى هذا إلى جانب اعتماد رقة الحديث وانتقاء الالفاظ التي توحي بالود وتشعر بالاحترام ولأن اسباب الطلاق تختلف من زواج الى آخر فإنه يجب معرفه ما هي المشاكل التي يجب حلها والتغاضي عنها للحفاظ على الزواج وعدم الوقوع في هذا الفخ المؤلم.