اغتيل دركيان ومواطنان اثنان وجرح أكثر من 20 مدنيا على الأقلّ ليلة أوّل أمس، في انفجار شاحنة مفخّخة على مقربة من حاجز أمني في منطقة تميزار التابعة لبلدية عمال الفاصلة بين ولايتي بومرداس والبويرة، وتمّ القضاء على إرهابيين عقب العملية الجبانة، حيث نصبت الشاحنة على الطريق الوطني رقم »5« الذي يربط الوسط بالشرق ما خلّف ضحايا كثيرين في صفوف المدنيين. الحادثة وقعت ليلا، حيث علمنا حسب مصادر محلّية، بأن الإرهابين أوقفوا شاحنة صغيرة مفخّخة فيها مادة متفجّرة قرب مقرّ للدرك الوطني على مستوى الطريق الوطني رقم »25« الرّابط بين بنى عمران وعمال البويرة حيث يوجد حاجز إمني قرب محجرة مغلقة منذ أكثر من 5 سنوات. الإرهابيون قاموا بتفجير العربة مخلّفة دويا كبيرا وتمّ تسجيل 25 جريحا تمّ نقلهم إلى مستشفى الثنية لتلقّي الإسعافات الأوّلية متأثّرين بالشظايا. وقالت مصادر أخرى إن المهاجمين دفعوا بشاحنة صغيرة من نوع »هيونداي أش 100« باتجاه مدخل الثكنة المقابلة لمحجرة بني عمران، وبعد الانفجار القوي الذي تسبّب في إصابة بعض الدركيين الذين كانوا واقفين في الحاجز الأمني الثابت، أغلق الإرهابيون الطريق بشاحنة عند المنعرج الغربي، ثمّ نزلت مجموعة كثيرة العديد من الغابة المقابلة للثكنة وهاجموها فكان ردّ أفراد الدرك سريعا وأرغموهم على الانسحاب بعد اشتباك دام حوالي ربع ساعة قتل فيه رعية صيني كان مارّا على متن سيّارته من الطريق الذي لا يبعد إلاّ بأمتار قليلة عن مدخل الثكنة، كما أصيب ستّة مدنين كانوا يعبرون الطريق بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا إلى مستشفيات العاصمة. وتجري قوّات الجيش عملية تمشيط واسعة للقوّات المشتركة على مستوى المنطقة، حيث يعتقد أن أمير »سرية المريخ« هو منفّذ الهجوم ويدعى »نيش«، لكن لم يتسنّ التأكّد من الحصيلة في غياب بيان رسمي. وربط مراقبون بين التفجير وإعلان السلطات في بيان رسمي أن »مصالح الأمن قضت على سبعة إرهابيين ليلة الأربعاء إلى الخميس بقرية توغراست في دائرة ميزرانة على بعد حوالي أربعين كلم شمال شرق تيزي وزو«. وجاء في البيان: »تحرّكت قوّات الأمن بناء على معلومات تلقّتها من عضوين مشتبه فيهم بالانتماء إلى شبكة تدعّم الإرهاب، وتمّ القبض عليهما في وقت كانا فيه بصدد اقتناء مواد غذائية لصالح هؤلاء الإرهابيين«. ووفقا للبيان فقد تمّ استرجاع مجموعة من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخيرة والمواد الغذائية وغيرها من المواد الصيدلانية عقب هذه العملية التي ما زالت متواصلة لملاحقة الأعضاء الآخرين للمجموعة الإرهابية، في حين أن جثث الإرهابيين نقلت إلى مصلحة حفظ الجثث بالمركز الاستشفائي الجامعي لتيزي وزو لتحديد هويتهم. ويبدو أن التنظيم الدموي يريد أن يعود إلى الواجهة بعد أشهر طويلة من العجز والاستسلام، لكن اعتداء أمس لا يختلف عن الاعتداءات السابقة التي تعتمد على الغدر والجبن، وهما صفتان تؤكّدان أن أيّام الجماعة السلفية للدّعوة والقتال باتت معدودة فعلا.