رغم وضع آليات لمكافحته العنف ضد الأطفال يتنامى بشكل رهيب في الجزائر البراءة لا تزال تعاني في الجزائر رغم وضع آليات لحمايتها من كل أشكال العنف إلا أنها تبقى ضحية لأبشع صور العنف الذي بات يلاحق الأطفال في الأسرة وفي الشارع وفي المدرسة وتختلف صور وأشكال العنف فمن الضرب الى الجرح الى التحرشات الجنسية وحوادث الاختطاف فذلك الكائن البشري لم يعد يتمتع بحقوقه المكفولة شرعا وقانونا بحيث نصت العديد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها الجزائر على رعاية حقوق الطفل وحمايته من كل أشكال العنف والاستغلال. حواسين حبيبة تشكل ظاهرة العنف وضرب الأطفال أمرا خطيرا وهي منتشرة في العالم ولا تقتصر على دولة أو منطقة أو طبقة اجتماعية بل يعاني منها الكثير والجزائر ليست في منأى عن مختلف الجرائم التي تلاحق الأطفال ففي كل يوم تطالعنا الصحف والقنوات التلفزيوينة بأخبار تعرض الأبرياء لأخطر صور العنف الذي يطال الأطفال في الأسرة وفي الشارع وفي المدرسة وهذا ما يدفعنا لتسليط الضوء على هذه الظاهرة التي تشهد تناميا خطيرا. إحصائيات رهيبة تعرف ظاهرة اختطاف واغتصاب وقتل الأطفال في الجزائر تناميا مستمرا حيث تسجل سنويا حوالي 20 ألف حالة عنف بمختلف صوره ضد الأطفال. وكشف رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل عبد الرحمان عرعار عن تسجيل هيئته 22الف مكالمة هاتفية على الخط الأخضر الاجتماعي لطلب المساعدة تتعلق بقضايا تعنيف وانتهاك حقوق الطفل . وأضحت الظاهرة تلاحق الأطفال حتى في الأسر وهو العنف الجسدي أو النفسي الذي يمارس ضمن إطار الأسرة الواحدة سواء من قبل الأب أو الأم أو الإخوة حيث لا يوجد أي قانون يمنع الأبوين من ممارسة الضرب أو أي شكل من أشكال العنف الجسدي ونرى ونسمع الكثير من الأطفال يتعرضون يوميا للضرب والتعنيف من الآباء فالضرب لن يجدي ولن يعدل من سلوك الطفل بل بالعكس سيزيده سوءا ويولده الحقد والكراهية فتعنيف الطفل قد يوثر على نموه وتطوره الفكري والذهني والنفسي ...... وهناك عواقب نفسية خطيرة تلحق بالطفل نتيجة إهانته كالشتم والصراخ عليه وعزله أما بالنسبة للعنف الجسدي كالضرب المبرح سواء باليد أو باستخدام أداة معينة فهي أخطر حيث تثبت الوقائع أن هذه الممارسات تتم حتى داخل الأسر المثقفة والمتعلمة ومازاد من بلة الطين اأن مثل تلك الجرائم مسكوت عنها ولا تخرج عن جدران الأسرة خوفا من العار وحتى ولو ألحقت بالطفل عاهات فيتم سترها خوفا من نظرات المجتمع والردع القانوني. 80 بالمائة من حالات العنف داخل الأسرة تكشف الإحصائيات أن 80 بالمائة من حالات العنف تطال الطفل داخل الأسرة في الجزائر وهو ما يدعو الى دقّ ناقوس الخطر فالأسرة هي أولى بحماية الطفل لا تعريضه لمختلف أشكال العنف فالوالدان هما أساس التربية ويشاركان في بناء مستقبل لطفلهم والطفل يحتاج لمحبة أسرته والاهتمام به وتخصيص أوقات له والتحدث معه ومن الناحية النفسية فإن حوادث العنف التي يرتكبها الأهل ضد أطفالهم مهما كانت صغيرة تترك جرحا عميقا والضرب يولد لدى الطفل أمراضا نفسية خطيرة كالخوف والوحدة والتصرف العدواني والاكتئاب كما أن 75 من الأطفال الذين يتعرضون للضرب يصابون بالكآبة. العنف المدرسي..... آفة أخرى رغم إصدار قانون في عام 2014 بمنع ضرب التلميذ بأي وسيلة من الوسائل في المدرسة إلا أن بعض الممارسات التربوية الخاطئة لا تزال تمارس فيها ضد الأطفال. ويمكن النظر الى العنف المدرسي بكونه إظهار العداوة أو النية من سلوكات تسبب الأذى المادي او الجسدي للطفل والكثير يعتقدون أن العنف المدرسي مسؤوليته من الاسرة ولكن تعددت أسبابه حيث أضحى يمارس بين التلاميذ وحتى بين التلاميذ والمعلمين ولعل الظروف المحيطة أيضا بالمدارس ولدت العنف على غرار التغيرات المفاجئة داخل المدرسة كتغيير المدير من فترة زمنية لاخرى او ترك المعلم واستبداله بمعلم آخر واكتظاظ الصفوف ونقص البرامج الثقافية والترفيهية بالمدرسة وكذلك أسباب اخرى تعود للأساتذة تتمثل في كثرة الغياب في اوساط المعلمين وهذا يؤدي بخروج التلاميذ الى الشوارع ويضاف أيضا التمييز بين الطلاب. أما بالنسبة للعنف الجسدي يأتي على رأس هذه الممارسات الضرب المبرح الذي وصل الى التسبب في كسور أو نزيف لدى التلاميذ وبعض الحالات أدت الى الوفاة.. تقول إحدى المعلمات ضرب الطفل يشعره بالتحقير والذل والإهانة سواء في المدرسة من طرف المعلم او في البيت من طرف الأولياء وتحكي أنها جاءتها إحدى الطالبات تخبرها أن والدها قام بضربها لأنها لم تحقق الدرجة المناسبة في الاختبار وكانت أثار الضرب بادية في بعض الكدمات فضرب الطفل يشعره بالتحقير والذل والإهانة هذا ما يجعله أحيانا يتمادى ويصر على ارتكاب الأخطاء. وتقولإحدى الأمهات أن المدرسة صارت منبعا للعنف ودائما ما أسمع صراخ وعويل الأساتذة ينزل الى الشارع بسبب نسيان الواجبات المنزلية أو كراس أو كتاب من طرف التلاميذ. عنف الشارع بالغ الخطورة الشارع أضحى أيضا بؤرة من بؤر العنف الممارس ضد الأطفال في الجزائر حيث اصبح الأطفال عرضة لأبشع صوره على غرار الضرب والجرح والتحرشات الجنسية وغيرها من الحوادث التي تتربص بالاطفال عبر الشوارع وهنا للأسرة الدور البالغ في حماية الطفل من مخالب الشارع باحتضانه وتوعيته وإرشاده في تنقلاته ومشاويره الضرورية الى المدرسة او ممارسة الرياضة وغيرها كما على الأسرة منع الطفل منعا باتا المكوث في الشارع لوقت مطول لأن ذلك هو رأس المشكل بحيث يكون عرضة لمختلف الأخطار والمساومات من رفقاء السوء ومن عصابات تتربص بالاطفال لتستدرجهم الى عوالم مشبوهة على راسها الانحرافات السلوكية والتدخين وتعاطي المخدرات بحيث يتم استدراج الاطفال الى تلك الجماعات ويُستغلون ابشع استغلال ويكونوا عرضة لأخطر صور العنف.