لا تزال القمامات والنفايات المكدسة أمام التجمعات السكنية بمختلف بلديات ولاية بجاية تصنع ديكورا تشمئز له الأنفس خاصة بعدما انجر عن هذه الظاهرة انتشار روائح كريهة في الهواء بسبب عملية الحرق التي يلجأ إليها بعض المواطنين، وعليه فقد زاد الأمر تعقيدا بعد توقف عمال النظافة بذات البلديات عن نشاطهم لمدة أسبوعين، ورغم استئنافهم للعمل هذا الأسبوع إلا أن الأوضاع الملوثة جراء كثرة الأوساخ لا تزال على حالها وهو ما ينذر بالخطر في حالة عدم سعي رؤساء البلديات إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من عمال النظافة لإزالة الأطنان من القمامات ونحن على أبواب فصل الصيف· وإلى جانب هذا أعلنت العديد من بلديات ولاية بجاية عجزها عن التكفل بعملية التنظيف وإزالة القمامات والنفايات بسبب افتقارها للإمكانيات المادية والبشرية، وهو الأمر السائد في كل من بلديات بجاية، القصر، تيزي نبربر، خراطة وذراع القائد وغيرها من الوسائل المسخرة لتنظيف المحيط والمستعملة في محاربة الحشرات وكذا الحيوانات المتشردة منها الكلاب والقطط التي تغزو القمامات المكدسة أمام التجمعات السكنية ليلا ونهارا وذلك بحثا عن اللحوم الفاسدة ومختلف المواد الغذائية وبقايا السردين والأسماك وعظام الحيوانات· وأمام هذا أصبحت وضعية البيئة بهذه الولاية تعرف تدهورا فظيعا جراء انتشار التلوث بأنواعه الثلاثة، البري، الجوي والمائي، وقدجاء هذا في الوقت الذي تشهد بجاية إقبالا كبيرا للسياح سواء من المدن الداخلية أو حتى من المغتربين· من جانب آخر تحول واد الصومام الممتد من بلدية تازمالت إلى بجاية إلى ما يشبه مستنقعا للفضلات المنزلية التي يتم تفريغها دون أي مراقبة أو معالجة، بالإضافة إلى آلاف الأمتار المكعبة من المياه القذرة التي أصبحت تصب مباشرة في الوادي في ظل غياب محطات للتصفية· وقد خلفت تلك المظاهر وضعية سلبية تحط من قيمة بجاية كعاصمة سياحية وتنقص من جاذبيتها، خاصة أن الطريق الوطني رقم 26 الرابط بين بجاية والجزائر العاصمة يمر على ضفاف وادي الصومام، تضاف إلى ذلك المفرغات العمومية المنتشرة على طول الخط، والتي وضعت دون أي دراسة مسبقة كالتي وضعت في طريق القصر على بعد أمتار من الأشجار المحفوفة على الطريق والتي ترسم نفقا يزيد من جاذبيته فتلتقي بها روعة المنظر وتختلط به روائح الغازات الكريهة المنبعثة من المفرغة ·· لتصنع نوعا من الاندهاش والتساؤل على جدوى وضع المزبلة في هذا الموضع· للإشارة فإن المفرغة العمومية لبلدية بجاية الكائنة ببوليماط، والتي تستقبل الأطنان من النفايات المنزلية يوميا، تقع في منطقة التوسع السياحي وعلى مقربة من الحظيرة الوطنية لقورايا، حيث تسببت في اندلاع حرائق تؤدي إلى انتشار الغازات السامة والروائح الكريهة ويمتد خطرها إلى الشواطئ التي تبعد عنها ببعض الكيلومترات وهو ما يؤدي إلى نفور السياح والمستثمرين، ورغم خطورة هذا الوضع فإن السلطات العمومية لم تظهر أي نية لحل هذه المشكلة التي أضحت حجرة عثراء أمام المشاريع السياحية بالمنطقة· الخنازير تهدد حياة السكان والمحاصيل الزراعية جدد سكان مختلف بلديات ولاية بجاية مطلبهم للمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للتدخل وإصدار تراخيص لصيد الخنزير الذي بات تكاثره الشديد خلال السنوات الأخيرة مصدر قلق حقيقي للسكان سيما بعد تعرض بعضهم إلى هجماته الخطيرة· وقال السكان إن توقف حملات صيد هذا الحيوان الخطير خلال السنوات الأخيرة بسبب تردي الأوضاع الأمنية بمنطقة القبائل وبالخصوص بولاية بجاية ساهم بقسط كبير في تكاثره مما بات يهدد محاصيلهم الزراعية، ناهيك عن حياتهم خصوصا وأن الكثير منهم يلتقون دوما بقطعان من هذا الحيوان تجوب المسالك الريفية بحثا عن الطعام في الساعات الأخيرة من المساء أو الساعات الأولى من كل صباح· وتعتبر البلديات الفلاحية على غرار تيزي نبربر، ذراع القائد، خراطة، القصر، سيدي عيش، سوق الإثنين وملبو أكثر المناطق التي تعرف انتشار هذا الحيوان، فيما تظل السلطات الولائية والأمنية حذرة جدا في استرجاع الأسلحة لأصحابها ومنح ترخيص للصيد بسبب تردي الأوضاع الأمنية في الكثير من المناطق التي تنتشر بها الخنازير·