ق. حنان اشتكى عدد من الأولياء ببلديات مختلفة بالعاصمة، إصابة أبنائهم المتمدرسين بالمرحلة الابتدائية بمرض النكاف أو المعروف طبيا باسم "les oreillons"، علما انه مرض معدٍ وينتقل بسرعة كبيرة بين الأطفال، واكتشفت إصابة عدد غير قليل من الأطفال به، فيما يمكن اعتباره بحالة عدوى يمكن أن تؤدي إلى تفاقم وزيادة حالات الإصابة، في حال عدم إسراع الأولياء في مراقبة الحالة الصِّحية لأبنائهم، وعرضهم على الطبيب المختص مع بداية أولى أعراض المرض لديهم، لاسيما وان السنة الدراسية بالنسبة لتلاميذ الابتدائي لازالت مستمرة إلى غاية شهر جوان المقبل، وأمام عدم وجود تأكيد فعلي على ظهور هذا المرض في وسط الأطفال المتمدرسين، فان ذلك قد ساهم في رفع مخاوف الأولياء بشان احتمالات إصابة أبنائهم بهذا المرض، الذي يتطلب رعاية طبية خاصة وفائقة وطويلة نسبيا أيضا. تقول إحدى الأمهات من باب الواد، أنها اكتشفت إصابة ابنتها البالغة من العمر نحو 8 سنوات، وتطلب الأمر بقائها تحت العناية الطبية طيلة أكثر من 20 يوما، وبعد شفائها تعرض شقيقها الثاني أيضا لنفس المرض، وأكدت السيدة أن ابنتها التقطت العدوى من الابتدائية التي تدرس بها، خاصة بعد أن تم اكتشاف إصابة عدد آخر من زملائها، الذين تم نقلهم إلى مستشفى القطار بباب الواد، لإبقائهم تحت العناية الطبية. نفس الأمر بمستشفى الأطفال ببلفور، حيث أكد احد الأطباء العاملين بمصلحة استعجالات طب وجراحة الأطفال، أن المصلحة قد استقبلت طفلا مصابا نهاية الأسبوع الماضي، وقد تم إدخاله إلى المستشفى لإبقائه تحت الملاحظة الطبية، وإجراء التحاليل اللازمة، أما إن كان الأمر يتعلق بعدوى أو بفيروس انتشر وسط أطفال المدارس، فقد قال الطبيب في حديثه ل"أخبار اليوم" أنهم لا زالوا لم يتلقوا بعد نتائج الفحوصات الطبية للتأكد من ذلك، فيما قال أن مرض يصيب الأطفال ما بين 5 و10 سنوات خاصة عند دخول فصل الربيع، ويعود سببه إلى الفيروس الذي يصيب الغدتين اللعابيتين الموجودتين تحت الأذنين، هو مرض حليم في حد ذاته وممنِع؛ أي أن الشخص الذي يصاب به مرة يكتسب مناعة ضده ولا يصاب به ثانية. وهو إضافة إلى ذلك مرض معدي لكن بدرجة أقل من الأمراض العدوية الأخرى كالبوحمرون مثلا، ونادرا ما يتفاقم أو يسبب مضاعفات، وينتقل من شخص إلى آخر عن طريق التنفس وقطرات البصاق أثناء الكلام أو السعال أو العطس أو عن طريق اللمس أيضا، ويبقى صاحب المرض معديا طوال 10 أيام تقريبا. ومن ابرز أعراض الإصابة بهذا المرض التي يمكن اكتشافها، الصداع وحمى خفيفة وبعض الإعياء وفقدان الشهية، وفي حالات أخرى يلاحظ بعد ظهور الحمى بيوم انتفاخ الغدتين اللعابيتين (أو النكفية) بصفة ملفتة ويجعل عمليتي المضغ والبلع صعبتان ومؤلمتان، كما يمكن للحمى أن تصل إلى 40 درجة، وقد تصاب الغدد اللعابية الأخرى أيضا ويتفاقم الانتفاخ إلى حد الرقبة. وتتم معالجة هذا المرض بمكافحة الأعراض كالحمى والالتهاب والأوجاع إضافة إلى أن غالبية الأطفال يستفيدون من التلقيح ضد هذا المرض الطفل في حدود السنة الأولى من العمر. من ناحية أخرى شهدت مصلحة استعجالات طب وجراحة الأطفال ببلفور، نهاية الأسبوع الماضي، توافدا كبيرا للأولياء الذين حملوا أطفالهم إليها، بغية تقديم الإسعافات الأولية لهم، وتشخيص حالات الحمى المرتفعة التي انتابتهم، خصوصا وان نهاية الأسبوع عرفت ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، الأمر الذي اثر على عدد من الأطفال والرضع، باعتبارهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بالأمراض الناتجة عن الحرارة، وعلى رأسها ضربات الشمس والإنهاك الحراري وغيرها، التي سببت لهؤلاء إعياء شديدا، وارتفاعا قياسيا في درجات الحمى.