قال أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش إن الوضع في ليبيا الآن بات في منتهي الخطورة محذرا من أنه ما لم يتوقف القتال فسوف يحدث الأسوأ ونشهد معركة دموية في طرابلس هذا في وقت حذر فيه ناشطون ليبيون من الكارثة الإنسانية التي تهدد الآلاف السكان جراء استمرار استهداف طرابلس واحتدام المعارك. ق.د/وكالات أكد غوتيريش مساندته الكاملة لجهود مبعوثه الخاص إلى ليبيا غسان سلامة وتعهد بأنه سيبذل كل ما يستطيع من أجل دعم جهود غسان سلامة مضيفا الوضع في غاية الخطورة ليس بالنسبة لليبيين ولكن أيضا بالنسبة للاجئين والمهاجرين العالقين وكذلك بالنسبة للأجانب الذين يعيشون في طرابلس . وأردف قائلا أنا ممتن للغاية إزاء فرصة تقديم إحاطة لأعضاء المجلس بشأن ليبيا.. تذكرون عندما كنت في ليبيا (قبل أيام) وقلت إنني قلق للغاية وقلبي مثقل بالحزن. ومن الواضح أن هذه المشاعر قد تأكدت الآن . وتابع نحن أمام موقف خطير للغاية ومن الواضح أننا بحاجة لوقف القتال واستئناف حوار سياسي وهذا لن يحدث بدون وقف الأعمال العدائية والعنف . والخميس أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس في خطوة أثارت استنكارا دوليا واسعا في ظل أحاديث عن وجود دعم إقليمي لتحركاته. وتزامن التصعيد مع تحضيرات الأممالمتحدة لعقد مؤتمر للحوار بمدينة غدامس (جنوب غرب) كان مقررا بين الأحد والثلاثاء المقبلين ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط قبل أن يعلن المبعوث الأممي الى ليبيا غسان سلامة تأجيله إلى أجل لم يحدده. ومنذ 2011 تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق في طرابلس (غرب) وقوات حفتر التابعة لمجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق). *ناشطون ليبيون يحذرون من كارثة إنسانية في غضون ذلك حذر ناشطون وحقوقيون ليبيون من وقوع كارثة إنسانية جراء استمرار الهجوم الذي يشنه الجنرال المتقاعد خليفة حفتر قائد جيش الشرق على العاصمة الليبية طرابلس. والثلاثاء الماضي حذرت ميشيل باشليت المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من احتمال ارتقاء الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في ليبيا إلى مستوى جرائم حرب. ولفت النشطاء إلى أن خطرا كبيراً يتربص بسكان العاصمة الليبية ممثلا في احتمالية استخدام قوات حفتر أسلحة ثقيلة وبشكل عشوائي وإمكانية أن تشهد المدينة نزوحا جماعياً حال سيطرت عليها القوات المهاجمة. وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط على حفتر ودول تدعمه لوقف الهجمات على العاصمة الليببية طرابلس والجنوح إلى الحل السلمي ضمن العملية السياسية المرتقبة خلال الشهر الجاري. ورأو أن الهجوم إذا ما استمر على ما هو عليه فإن الفاتورة لن يدفعها إلا المدنيون من الأطفال والنساء من سكان العاصمة. *إطلاق نار عشوائي وقال الصحفي الليبي أحمد المحسن إن الوضع الميداني ينذر بوجود كارثة إنسانية قادمة إذا ما أصرت قوات حفتر على الدخول إلى العاصمة طرابلس وضواحيها . وشدد في حديث ل الأناضول على أن الميليشيات والمرتزقة الذين يقاتلون مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر وبعض فلول النظام السابق يطلقون النار بشكل عشوائي وهمجي وبالتالي فإن الفاتورة لن تكون إلا على حساب المدنيين من الأطفال والنساء كما سبق وحدث في بنغازي (شرق) وغيرها من المناطق التي سيطرت عليها قوات حفتر . وطالب المحسن المجتمع الدولي بالضغط على حفتر ومن يقوم بتمويله ودعمه كمصر والإمارات وغيرها من الدول التي تقدم الدعم بشكل علني لعرقلة نجاح الثورة الليبية التي أطاحت بنظام القذافي عام 2011 . وسبق أن أعلنت القاهرة وأبو ظبي وكذلك الرياض المتهمين بدعم حفتر تأييدهم للجهود السياسية الأممية الرامية للتّوصل إلى حل يجمع الليبيين وأكد ثلاثتهم مراراً عدم تدخلهم في شؤون الدول. *على أعتاب عين زارة من جهته شدد الحقوقي صلاح البكوش على أنه لا يوجد إلى الآن أي أخطار كبيرة على عين زارة (9 كم عن وسط طرابلس) ذات الكثافة السكانية العالية ولكن بالطبع في حال استخدام أسلحة ثقيلة وغير دقيقة من قبل قوات حفتر ضد قوات حكومة الوفاق فسيشكل ذلك خطراً جلياً وقائماً . وأضاف: المعارك الآن على بعد 30 كم عن عين زارة وقوات الحكومة مستمرة في دفع قوات حفتر بعيداً عن منطقة وادي الربيع المتاخمة لمنطقة عين زارة . وتابع البكوش والذي شغل منصب المستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري): في الحروب عادة وعند تغيير الحكم بالقوة يحدث نزوح شاهدناه في بنغازي بعد استيلاء حفتر عليها . وأشار إلى أن عشرات الآلاف نزحوا من بنغازي إلى طرابلس بحسب تقارير الأمم محذرا من تكرار السيناريو ذاته حال دخول قوات حفتر طرابلس. دوره قال خالد صالح الناشط الحقوقي الليبي: بالنسبة لوادي الربيع (جنوب شرقي طرابلس) ما زالت تحت سيطرة كتائب خليفة حفتر وهناك تخوف حقيقي على المواطنين والسكان القاطنين في تلك المنطقة ويوجد سعي لإخراج المدنيين من هناك خوفاً من تعرضهم لكارثة إنسانية . وأكد أنه تم الثلاثاء الماضي دحر الميليشات من مطار طرابلس الدولي وهناك معلومات وصلتنا عن تدخل فرنسي لعمل هدنة وهذا التدخل يعني أن قوات حفتر تتعرض للهزيمة كون فرنسا داعمة لحفتر لوجستياً وسياسياً واستخباراتياً . وأشار صالح إلى أنه من الواضح أن الأمور تسير في غير صالح محور حفتر والمتمثل بفرنسا ومصر والإمارات والسعودية . وكانت فرنسا المتهمة هي الأخرى بدعم حفتر قد أكدت السبت على لسان وزير خارجيتها جان إيف لو دريان إنه لا يمكن تحقيق نصر عسكري في ليبيا. ودعا لو دريان في تصريحات صحفية كافة الأطراف في ليبيا إلى ضبط النفس والالتزام بعملية السلام الأممية. وحول سير الحياة في العاصمة قال صالح : الآن الحياة طبيعية ولكن وصلت معلومات -وهو أمر خطير- أن مدينة غريان (80 كم جنوبطرابلس) شهدت عملية دفن مجموعة من المقاتلين التابعين لخليفة حفتر وأيضاً جرحى منهم وهذه ثقافة سابقة عند القذافي وليس بالشيء الجديد عندهم على الرغم من خطورتها . وسبق أن أعرب نشطاء ليبيون عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم من وقوع كارثة إنسانية في طرابلس لاسيما في مدينة عين زارة بعد السيطرة على بلدة وادي الربيع الواقعة على حدودها من قبل قوات حفتر.