سقطت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب اليمن) في قبضة مسلحي تنظيم القاعدة بعد مواجهات دامية أسفرت عن مقتل 18 شخصاً على الأقل حسبما أفاد مسؤول أمني وسكان لوكالة "فرانس برس" أمس الأحد، وسط اتهامات المعارضة لحكومة صالح ب "تسليم" المنطقة للمسلحين ليتخذها فزاعة يرهب بها الأوساط اليمنية والدولية. وقال مسؤول أمني في المحافظة غادر إلى مدينة عدن الجنوبية إن عناصر القاعدة "تمكّنوا من السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة واستولوا على جميع المرافق الحكومية ما عدا اللواء 25 ميكا المحاصر" من قبل مسلحي التنظيم المتطرف. وقدّر المسؤول عدد عناصر القاعدة الذين اقتحموا المدينة بأكثر من 200 مسلح. على الصعيد السياسي, نفى مستشار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح توَصّل حكومته لاتفاق حتى الساعة مع أنصار الشيخ صادق الأحمر. وكانت أنباء تحدثت عن توصل لجنة الوساطة إلى اتفاق بين الجانب الحكومي والشيخ صادق الأحمر شيخ قبيلة حاشد. ويقضي الاتفاقُ بإنهاء كل مظاهر التوتر وانسحاب الطرفين من كل المنشآت والمؤسسات الحكومية، وتسليمِها إلى لجنة الوساطة، وإنهاء المظاهر المسلحة من جانب الطرفين، وإعادةِ الحياة إلى طبيعتها في حي الحصَبة شمال العاصمة اليمنية. وكانت الحصبة ومحيطها مسرحاً لاشتباكات شرسة بين أنصار الأحمر والجيش اليمني خلال الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الطرفين وأثارت التوتر والقلق ودفعت بكثير من السكان إلى النزوح نحو الأرياف. من جانبها عبّرت الولاياتالمتحدة عن قلقها مما وصفته بالتناحر القبلي في اليمن الذي يعقّد الجهودَ الرامية إلى التوصل لاتفاق لنقل السلطة. وقال مسؤولون أمريكيون إن القاعدة تحاول استغلال عدم الاستقرار في ذلك البلد، وأكدوا أن الولاياتالمتحدة مازالت على اتصال وثيق بحلفائها الأوروبيين والخليجيين، وتواصلُ مراجعة الخيارات لزيادة الضغط على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتوقيع على اتفاق التنحي.