بين القانون والواقع.. نقاش جامعي حول دور مكافحة الفساد دور الطبقة المثقفة في مكافحة الفساد .. هو عنوان مداخلة أشرف على إلقاها الأستاذ يحلى رابح المختص في القانون الجنائي بالمركز الجامعي تيسمسيلت وذلك بمناسبة يوم العلم هذه المبادرة التي تبنها نادي فنيكسال ونشريس حيث جاءت مواكبة لما تعيشه البلاد من ظروف سياسية ودقيقة ولذلك كان لزاما على الجامعة ان تفتح مواضع شكلت لفترة طويلة من الزمن أحد الطابوهات أو المحرمات داخل الفضاء الأكاديمي غير أن راهينة الأحداث جعلت الجامعة اليوم في تيسمسيلت وعن طريق نخبتها من أساتذة وطلبة يفتحون نقاشات علمية وأكاديمية حول قضايا تهم المجتمع وتطرح الكثير من التساؤلات حول دور الجامعة في مكافحة الفساد. الأستاذ يحلى رابح والذي حاول عن طريق مداخلته التي جمعت بين الجانب النظري المفاهيمي والجانب الميداني الواقعي حيث استشهد الدكتور في تحليلاته بنصوص قانونية وفي نفس الوقت أعطى الكثير من الأمثلة من الواقع الذي نعيشه حيث اشار إلى قانون مكافحة الفساد في الجزائر والذي يعتبر من أرقى النصوص القانونية في العالم لكنه في نفس الوقت عرج على جملة من القيود التي تقف حائلا دون التطبيق العملي للقانون خاصة في جانب تحريك الدعوى العمومية في قضايا الفساد وهذا ما استحسنه الحاضرون من اساتذة وطلبة قد تفاعلوا مع الموضوع وطرح الكثير من الأسئلة التي رد عليها الأستاذ المحاضر كما أنه أفسح المجال لأساتذة من تخصصات مختلفة في العلوم السياسة وعلم الاجتماع السياسي والاقتصاد لتناول الفساد من جوانب عدة وهذا ما يعتبر مكسبا للمركز الجامعي تيسمسيلت الذي اصبح يواكب مختلف المحطات الاجتماعية والسياسية ويقوم بتقديم قراءات متأنية ومتخصصة. المحاضرة وبحكم الواقع الذي نمر به تطرقت إلى الحراك الذي يعرفه الشارع الجزائري حيث تساءل الطلبة عن دور الأساتذة كمثقفين في تأطير الحراك وتوجيهه حيث انهم ثمنوا المداخلة واعتبروها تتماشى مع ما يعرف الوطن من أحداث والمسؤوليات الجسيمة الملقاة على الاستاذ الجامعي بصفته مثقفا يجب عليه تحمل مسؤولياته ومرافقة الحراك وعقلنة مطالبه وعدم السماح له بالتحول إلى لغة شعاراتية وحماسية جوفاء وهنا فرّق الأستاذ يحلى بين المثقف العضوي الذي يرفع هموم وانشغالات مجتمعه وبين المثقف التقليدي الذي يتميز بالخنوع والتبعية والاغتراب عن الواقع المعاش. لتختتم المحاضرة بجملة من التوصيات التي تطرق إليها الأستاذ رابح يحلى مؤكدا على أهمية الفصل الواضح بين السلطات مما سيساهم في ترسيخ دولة الحق والمؤسسات التي ستحد من ظاهرة الفساد التي تعرفها حتى المجتمعات المتقدمة لكن تبقى بنسب متفاوتة ولذلك على الجميع التحلي بروح المسؤولية وأخلقة كل جوانب الحياة مما سيؤدي إلى تقلص وتراجع مظاهر الفساد حيث ان سيادة القانون ومؤسسات الدولة كفيلان بالحد من الفساد وتراجعه إلى أدنى مستوياته وبذلك يمكن القول إن احتفالية يوم العلم لسنة 2019 بالمركز الجامعي تيسمسيلت كانت جد متميزة حيث إنها جمعت بين ما هو نظري وما هو ميداني وعالجت أحد أهم الإشكاليات الحضارية التي تعاني منها الدول العربية بما فيها الجزائر.