فيما نظم جزائريون تجمعا بباريس الطلبة يصنعون الحدث في عيدهم الوطني س. عبد الناصر خرج أمس الأحد عدد غير قليل من طلبة الجامعات والمعاهد في مسيرة سلمية جابوا خلالها الشوارع المحيطة بالجامعة المركزية بالعاصمة وذلك بمناسبة اليوم الوطني للطالب المصادف ل19 ماي للتعبير عن تمسكهم بمطالب الحراك الشعبي الداعية لرحيل النظام وبالموازاة مع صناعة الطلبة للحدث في عيدهم الوطني نظم جزائريون تجمعا بباريس للمطالبة بتغيير جذري للنظام. ولم تنل آثار الصيام من عزيمة الطلبة الذين تجمعوا أمام الجامعة المركزية منذ الساعات الأولى من الصباح قادمين من مختلف المعاهد والجامعات على غرار جامعتي باب الزوار وبوزريعة ومعاهد اللغات والمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات وجامعة بومرداس ليتنقلوا مشيا على الأقدام إلى محكمة سيدي أمحمد بشارع عبان رمضان اين رفعوا شعارات تدعو لاستقلالية العدالة ومحاكمة رؤوس الفساد. كما رددوا شعار طلبة صامدون.. طلبة صائمون.. للنظام رافضون من أمام الباب الرئيسي للجامعة المركزية وهم يحملون صورا للشهيد طالب عبد الرحمان رمز التضحية في سبيل استقلال الجزائر الى جانب شعارات تنادي بوحدة الشعب والجيش الوطني الشعبي وكذا سلمية سلمية . وجدد الطلبة رفضهم ل إجراء الانتخابات الرئاسية في 4 جويلية القادم مع التأكيد على انتقال ديمقراطي وبناء دولة القانون والحرية مرددين في نفس الوقت النشيد الوطني وبعض الاناشيد التي ملأت حناجر الثوار إبان الثورة التحريرية المظفرة. وقد شهدت الشوارع المحيطة بالبريد المركزي والجامعة المركزية حضورا امنيا مكثفا. وعادت أمس الأحد الذكرى ال63 لإحياء اليوم الوطني للطالب في ظرف يتسم بالتعبئة الكبيرة بين صفوف الطلبة والتفافهم حول دعم الحراك الشعبي في مسعى لتغيير نظام الحكم وبناء دولة القانون. دور الطلبة الجزائريين وعندما قرروا ترك مقاعد الدراسة في ال19 ماي 1956 للإلتحاق بصفوف جبهة التحرير الوطني كان محوريا في تدويل القضية الجزائرية بالخارج وتحرير البلد من الاحتلال الفرنسي. فما إن انقضت سنتين ونصف عن اندلاع حرب التحرير حتى دعا الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إلى شن اضراب مفتوح للطلبة والثانويين وهو الاضراب الذي لقي تجاوبا لدى الغالبية العظمى من الطلبة الذين توقفوا عن حضور الدروس وقاطعوا امتحانات شهر يونيو من السنة نفسها. وشكلت هبتهم تلك منعطفا حاسما في حرب التحرير حسب وجهة نظر المجاهد صالح القبي الذي قال في تصريح للقناة الأولى للإذاعة الوطنية أن الإستجابة لنداء الإضراب كانت جماعية مضيفا أن دور الطالب في الثورة التحريرية كان مهما بتقديمه لتضحيات كبيرة من أجل تحقيق التحرير والإستقلال. ويستمد الجيل الجديد من الطلبة الهامه من وطنية جيل نوفمبر 1954 وتضحياته الكبيرة للخروج من نير المستعمر مصرا على مواصلة الكفاح دون عنف إلى غاية تحقيق جميع مطالبه وهو ما تجسد فعليا عندما أبان الطلبة عن درجة عالية من الوعي السياسي وحب وغيرة عن هذا الوطن الغالي في حراك شعبي ضم مختلف شرائح المجتمع. تجمع بباريس من أجل جزائر أفضل وديمقراطية أكبر تجمع عدد من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا ظهيرة الأحد للمرة الثالث عشر بباريس رغم سوء الأحوال الجوية للمطالبة بجزائر أفضل وديمقراطية أكبر. وللمرة الثانية في عز شهر رمضان ضرب ما يزيد عن 200 شخص موعدا للتعبير عن رفضهم لانعقاد الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في الرابع من شهر جويلية القادم و للمحاكمات السياسية . يذكر أن العدالة استدعت عديد المسؤولين القدماء ووضعت بعضهم رهن الحبس المؤقت. كما حمل المتظاهرون الذين كانوا على كلمة واحدة من أجل جزائر حرة لافتات نادت بالشعارات التالية لنقاطع انتخابات الرابع من جويلية من أجل استقلال الشعب في الخامس من جويلية 2019 و لا لعدالة تصفية الحسابات. فلا أحد يعلو على القانون و لتحيا حرية التعبير ولتسقط سياسة القمع و رجالا ونساء من أجل جزائر أفضل ونضج ديمقراطية . وعبرت لافتة أخرى بشكل واضح عن رفض كل تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر.