خطوة مهمة لإنقاذ حياة المرضى مجهودات حثيثة لترسيخ ثقافة التبرع بالدم أحيت الجزائر يوم أمس اليوم العالمي للتبرع بالدم تحت شعار دم آمن للجميع بحيث تم تنظيم عديد التظاهرات والندوات حول الموضوع كما تم تنظيم عمليات جمع الدم عبر التراب الوطني من اجل التحسيس ونشر ثقافة التبرع بالدم فالخطوة وعلى الرغم من حملها من طرف البعض وعزمهم على التبرع بالدم الا انها فكرة مستبعدة لدى البعض الاخر كما ان العنصر الاكثر اقبالا على التبرع بالدم هم من فئة الرجال بنسبة 87 بالمائة وتسعى المصالح المعنية الى التوعية والتحسيس بتوسيع حملات التبرع بالدم وتبيين اهمية العملية في انقاذ حياة المرضى . نسيمة خباجة /ق.م اوضح بيان الوكالة الوطنية للدم عشية الاحتفال أن التظاهرات المبرمجة خلال هذه الطبعة ال16 تهدف إلى التحسيس بالحاجة العالمية للدم الآمن في تقديم الرعاية الصحية والدور الحاسم الذي يضطلع به المتبرعون المتطوعون في التغطية الصحية العالمية ويهدف الشعار الذي تبنته المنظمة العالمية للصحة دم آمن للجميع إلى تشجيع الأشخاص في العالم على أن يصبحوا متبرعين بالدم بشكل دائم و منتظم وهي اجراءات أساسية لضمان تزود وطني دائم بهذه المادة الحيوية للاستجابة لمطالب جميع المرضى الذين هم بحاجة الى عملية نقل دم. مجهودات لتوسيع عملية التبرع بالدم وأضافت الوكالة الوطنية للدم في بيانها أن الهدف من هذه التظاهرة هو توجيه تحية حارة لكل المتبرعين بالدم والمتطوعين في التفاتة من أجل انقاذ الأرواح من خلال التبرع بدمهم وتحسيس الرأي العام بضرورة التبرع به بشكل منتظم من أجل ضمان نوعية وأمن الدم ووفرته ومواد الدم للمرضى الذين يحتاجونها . وتشير الوكالة إلى تنظيم عديد التظاهرات بما فيها أيام تحسيسية وعمليات جمع الدم وندوات حول ذلك في إطار هذا اليوم العالمي وهذا بالتنسيق مع مديريات الصحة من خلال هيئات نقل الدعم وبالشراكة مع الفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم والهلال الأحمر الجزائري والحركة الجمعوية. وذكرت الوكالة أن عملية التجنيد خلال يوم 14 جوان من العام الماضي قد سمحت بجمع 8915 كيسا من الدم. جمع أزيد من 600 ألف كيس في 2018 وأفادت أيضا بجمع 604.138 كيسا خلال سنة 2018 عبر 229 هيئة لجمع الدم والتي سجلت 708.321 مترشحا أي بنمو قدره 1.8 في المائة مقارنة ب2017. وتبقى هذه الأرقام حسب الوكالة غير كافية نظرا لأن 33 في المائة من عمليات جمع الدم تأتي من خلال تبرع العائلات وأن اثنين على ثلاثة من التبرعات التي تم جمعها قد جرت في موقع ثابت في حين إن واحد على ثلاثة من العمليات قد تمت بالوسائل المتنقلة مضيفة أن 87 في المائة من المتبرعين بالدم هم من فئة رجال. ويوافق اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي تم اقراره في 2004 بمبادرة من المنظمة العالمية للصحة تاريخ ميلاد الطبيب كارل لاندشتاينر مؤسس نظام فصائل الدم. ودعت 192 دولة عضو في منظمة الصحة العالمية ومن بينها الجزائر إلى استراتيجيات واضحة من أجل تطوير الحصول العالمي على أمن نقل الدم والتي يجب أن تقوم على تطوير التبرع بالدم المنتظم والتطوعي وغير المأجور وكذا على التنسيق الوطني لعملية النقل.
دعوة للمزيد من التبرع بالدم جددت الفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم ندائها الى جميع المواطنين للتبرع بكمية من دمهم لإنقاذ حياة المرضى الذين هم في حاجة ماسة الى هذه المادة الحيوية بمختلف المصالح الإستشفائية عبر القطر الوطني . ودعا رئيس الفيدرالية السيد قدور غربي عشية إحياء اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يصادف ال 14 جوان من كل سنة جميع المواطنين الذين يتمتعون بصحة جيدة والبالغين ما بين 18 الى 65 سنة الى التوجه الى مراكز حقن الدم بالمؤسسات الإستشفائية للتبرع بكمية من هذه المادة الحيوية للمساهمة في انقاذ حياة من هم في حاجة اليها. وطمأن ذات المتحدث في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية المتبرعين بأن الوسائل المستعملة في حقن الدم هي وسائل آمنة ومعقمة ذات الإستعمال الوحيد مما يحمي المتبرع من مخاطر أو اصابة مشجعا في هذا الإطار على ضرورة الإقبال على هذه العملية التي لا تساهم في تجديد الدم بالجسم خلال الساعات الأولى من العملية فحسب بل تعطي لصاحبها الشعور بالطمأنينة والرضى بالإضافة الى اعتبارها -حسبه- صدقة جارية يستفيد منها المتبرع من خلالها من تحاليل طبية وبطاقة الفصيلة مجانا. ومن بين فئات المرضى التي هي في أمس الحاجة الى هذه المادة الحيوية ذكر السيد غربي بالأطفال المصابين بالهيموفيليا والطلاسيميا والسرطان معتبرا بأن حياة هؤلاء مرهونة بتزويد بعضهم بالكريات الحمراء دوريا وبدون انقطاع بالإضافة الى النساء الحوامل اللواتي يتعرضن الى نزيف عند الوضع وضحايا حوادث المرور. وذكر بالمناسبة بأنه يمكن للمتبرعين الرجال ان يقوموا بهذه العملية 5 مرات في السنة والنساء 3 مرات كما يستثنى منها المصابين بالأمراض المزمنة والنساء الحوامل.
استقبال 27 ألف متبرع سنويا من جانبه أكد رئيس مصلحة حقن الدم بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية مصطفى باشا الأستاذ عصام فريقاع أن المصلحة يقصدها سنويا 27 ألف متبرع مشيرا الى ان 40 بالمائة من الدم الذي يتم جمعه يستعمل داخل المؤسسة أما النسبة 60 بالمائة المتبقية توجه الى المستشفيات الأخرى. وتوجه النسبة الكبيرة من التبرع بالدم (بين 19 الى 20 الف متبرع) بداخل المستشفى في حين يقبل 8 الآف متبرع على وحداتها المتنقلة عبر بلديات العاصمة مؤكدا بأن النسبة القليلة جدا من هؤلاء هم متبرعين ظرفيين غير منتظمين والعدد الكبير من بينهم من الأقارب. وبحكم أن المستشفى مصطفى باشا يعد من اكبر المستشفيات الوطنية التي تتوفر على العديد من التخصصات (49 تخصص) و الأسرة (1500 سرير) فإن مصلحة حقن الدم تعمل 24 سا /24 سا و7/7 ايام حيث تقوم بتزويد مصالح المستشفيات الأخرى بهذه المادة الحيوية حتى خلال الظروف الصعبة مذكرا في هذا الإطار بالعشرية السوداء. كما يسهر على هذه ارلمصلحة بذات المؤسسة 24 طبيبا من بينهم اخصائيين اثنين إلى جانب طبيبين مقيمين حيث يعمل الفريق بنظام المناوبة لضمان توفير هذه المادة عند الحاجة. ومن بين المصالح التي هي في حاجة ماسة إلى هذه المادة ذكر الأستاذ فريقاع بمصالح السرطان وأمراض الدم التي يحتاج اصحابها إلى نقل الدم بصفة منتظمة لأن حياتهم مرهونة -كما اضاف-بهذه المادة بالإضافة الى طب النساء والتوليد والجراحة بمختلف انواعها. وشدد ذات المختص في الأخير على ضرورة وضع سياسة وطنية للتبرع بالدم إلى جانب الوكالة الوطنية للدم لإستقطاب متبرعين متطوعين عفويين لضمان وتوفير هذه المادة طوال أيام السنة . واستنادا الى معطيات الوكالة الوطنية للدم لقد جمعت مصالح حقن ال227 المتواجدة عبر الوطن أزيد من 604 الف كيس خلال السنة الماضية.