عكف المشاركون في جلسات الندوة الدولية حول موضوع "التحوّلات السياسية في العالم العربي وسقوط خطاب العنف" التي تحتضنها العاصمة التونسية أمس السبت على بحث جملة من القضايا المتّصلة بمستقبل الفكر الإصلاحي في ظلّ التحوّلات التي يشهدها العالم العربي· وتدارس المشاركون في أشغال هذه الندوة التي نظّمها (المنتدى العالمي للوسطية) بمشاركة نخبة من المفكّرين والباحثين من عدّة بلدان عربية وإسلامية، من بينها الجزائر بوفد يقوده السيّد أبو جرّة سلطاني رئيس حركة مجتمع السِّلم عدّة مواضيع تتّصل بمستقبل الفكر الإصلاحي في ضوء التحوّلات التي تشهدها المنطقة العربية وأسباب ودواعي هذه التغيّرات وأبعادها ودور الشباب في الإصلاح والتحوّل ومفهوم الدولة المدنية ومتغيّرات الخطاب الإسلامي· ويرى السيّد مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية أن التحوّلات السياسية السلمية التي تجري حاليا في العالم العربي، والتي من شأنها أن "تشكّل خارطة سياسية جديدة" جاءت لتؤكّد على فشل خطاب الغلو والتطرّف والعنف الذي هيمن على المنطقة طيلة العقدين السابقين وسقوط فكر التشدّد وعدم قبول الآخر لتحلّ محلّه ثورة "الاعتدال والوسطية"، وبيّن أن فكر الاعتدال والوسطية الذي أصبح يتبنّاه الشباب العربي في أنشطتهم وتحرّكاتهم للمطالبة بالإصلاح من شأنه أن يساعد على إبراز مقوّمات الدين الإسلامي الحنيف باعتباره "دين الرّحمة وقبول الآخر"، مشدّدا على ضرورة نبذ العنف والتطرّف والغلو، وبالتالي العمل على تبنّي الخطاب الذي يقوم على الاعتدال والحوار والوسطية وقبول الآخر·