الألعاب الإلكترونية سبب رئيسي ارتفاع معدل البدانة بين الأطفال يُنذر بالخطر يبدو أن الآباء لم يدركوا حتى الآن التأثير السلبي والمخيف للألعاب الالكترونية على صحة الأطفال النفسية والجسدية إذ إن الساعات الطويلة التي يقضونها على الأجهزة الذكية لا توثر فقط على الانحراف السلوكي والعنف والتسبب بأمراض جسدية إنما أيضا تسبب ازديادا واضحا في معدلات البدانة. خ. نسيمة/ق. م لا يشعر الطفل بنفسه وهو متسمر أمام شاشة اللعبة لفترة طويلة وبشكل يومي فهذا العالم يسرقه من كل ما حوله ويغيبه عن محيطه الخارجي فلا يسمع ولا يرى ولا يتفاعل إلا مع اللعبة لذلك يصاب بأوجاع جسدية ونفسية تنعكس على سلوكه ولا تنتهي بتناوله المستمر لأصناف من الطعام غير الصحي وبالتالي زيادة بالوزن اضطراب في النوم وخمول وزيادة لافتة في الوزن تلك بعض من أعراض يختبرها الطفل عصام نتيجة هوسه الشديد بالألعاب الإلكترونية وجلوسه ساعات طويلة أمام الشاشة. رغبة جامحة في الأكل تقول والدته إن جلوسه المتواصل متسمرا أمام ألعابه وعدم رغبته في الحركة يجعلانه شديد الاحتياج لتناول الأطعمة وتحديدا تلك المشبعة بالدهون مبينة أن انشغالها في العمل طول اليوم هو السبب الرئيسي في افتقادها للدور الرقابي على ابنها الأمر الذي أدى لإصابته بالسمنة كونه يستكين للخمول ويعتمد بشكل كامل على من حوله في تلبية طلباته. وتلفت إلى أن التزايد الكبير في وزن ابنها بدأ يزعجها جدا فهو من جهة يؤذيه نفسيا نتيجة بعض التعليقات الجارحة التي توجه ضده ومن جهة أخرى يؤثر على صحته الجسدية مشددة على ضرورة الانتباه لنوعية الطعام الذي يتناوله الطفل مع التحكم بساعات اللعب والتقليل من تواجد تلك الأجهزة بين يديه وإن كانت هذه النصيحة متأخرة بعد معاناة مع طفلها كما تقول. سيطرة التكنولوجيا سيطرت التكنولوجيا على معظم الأطفال في الآونة الأخيرة وأحكمت قبضتها بقوة عليهم ولم يعد باستطاعتهم الاستغناء عنها. كل ذلك أسهم بانتشارها والتعلق بها إذ إنها تملأ أوقات فراغهم وتبعدهم عن اللعب في الشارع والتعرض للمخاطر ولأن الكثير من الآباء والأمهات يتجاهلون الجانب السلبي لهذه الأجهزة ويركزون فقط على إيجابياتها فمن الطبيعي جدا أن يتأثر الأطفال بالجلوس المتواصل أمام تلك الشاشات والسمنة واحدة من أكثر المشكلات خطورة على صحتهم أم أدهم ربة بيت ولديها ثلاثة أطفال تتحدث عن شجار أبنائها الدائم وشعورها بالضيق والانزعاج من الفوضى التي يحدثونها كردة فعل على إحساسهم بالفراغ وكأنهم مسجونون كلها أسباب تدفعها إلى اللجوء لتلك الأجهزة كحل يريحها ويخلصها من الصراعات اليومية العقيمة التي تدور بين أبنائها بسبب أو بدون سبب. وتشير إلى العلاقة الوثيقة بين السمنة وإدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية وما لها من أضرار كبيرة على صحتهم الجسدية لذلك يقلقها جدا التزايد الواضح الذي تلحظه في أوزان أبنائها غير أنها أيضا لا تجد لهم وسائل ترفيهية سوى تلك الألعاب في ظل قلة الأماكن الآمنة والمخصصة للعب وتبين أن الوضع المادي الصعب الذي تعيشه أغلب الأسر يمنعهم من إلحاق أبنائهم بالنوادي الرياضية. تنظيم الوجبات ضروري يرى مختصو التغذية أن سمنة الأطفال تعتمد على قلة الحركة والإفراط الكبير في تناول الأطعمة المشبعة بالدهون والتي تفتقد لبقية العناصر الغذائية فالتكنولوجيا أثرت كثيرا على النشاط البدني للطفل وتسببت في عزوفه عن السوائل إذ إنه ينشغل بتلك الألعاب فترات طويلة تنسيه حاجته للشرب ووجب التوعية من طرف الآباء والأمهات وذلك ليستطيعوا السيطرة على أبنائهم والتحكم بنوعية غذائهم مع التركيز على ثقافة العرض والتحفيز من خلال مناقشة الطفل وتعريفه بفوائد الخضار والفواكه لصحته وضرورة الاهتمام بتقديم أفكار جديدة تعزز لديه حب تناول الأغذية الصحية والابتعاد عن السكريات الموجودة في العصائر الصناعية واتخاذها كبديل عن الماء. على الأمهات أن ينتبهن جيدا للوجبات التي يتناولها الأبناء وخاصة إذا كن عاملات ومن الضروري الموازنة بين الخضر والفواكه والسوائل وإعطاء الطفل حاجته من العناصر الغذائية بشكل صحيح ومدروس بالإضافة إلى التقليل من عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام الأجهزة الإلكترونية. هوس يؤثر على السلوك يرى المختصون في التربية أن هوس الطفل بالألعاب الإلكترونية يؤثر سلبا على سلوكياته بصورة مباشرة بما تحمل معها من أفكار تؤثر على المرحلة النمائية والنفسية التي يعيشها وأصبحت تلعب دورا خطيرا إذا ما أسيء استخدامها فالانفتاح غير الرشيد والتعاطي السلبي يتركان تأثيرا واضحا على فكر الفرد وسلوكه وأنماط تفكيره نظراً لما يحدثانه من فراغ روحي وفكري لديه. وانتشرت هذه الألعاب الإلكترونية بسرعة هائلة في المجتمعات بوجه عام فلا يكاد يخلو بيت منها حتى أصبحت جزءا من غرفة الطفل بل أصبح الآباء والأمهات يصطحبونها معهم أينما ذهبوا ليزيدوا الأطفال إدمانا على ممارستها. وفي العطلة الصيفية يحتار الأهل حول كيفية تمضية أطفالهم هذه العطلة وإذا طرح السؤال عما يسعد الأولاد خلال إجازتهم فإجابة نسبة كبيرة منهم تأتي لصالح أحدث ألعاب الحاسوب والفيديو. عواقب صحية خطيرة أظهرت نتائج الدراسات سلبيات كثيرة للألعاب الإلكترونية أهمها ازدياد معدلات البدانة بين الأطفال في دول العالم كافة كل ذلك بسبب عدم الحركة والمكوث مع هذه الأجهزة مدة طويلة بدون مساعدة الجسم على صرف الطعام بشكل صحي. وأظهرت الدراسات معاناة الأطفال من آلام في الرقبة والظهر إلى جانب الومضات الضوئية المنبعثة من شاشة التلفاز أو الكمبيوتر التي تؤثر على العينين وتؤدي إلى احمرارهما وضعف البصر أو إجهاد عضلات العين وجفاف العين عدا عن الانحراف السلوكي والعنف. وكشفت دراسة طبية حديثة أن الوميض المتقطع في الألعاب الإلكترونية قد يسبب نوبات من الصرع لدى الأطفال واحتمال الإصابة بمرض ارتعاش الأصابع نتيجة الحركة السريعة لها. لذا وجب على الأهل ضرورة تقنين استخدام الأبناء الألعاب الإلكترونية من خلال تحديد فترة زمنية محددة لهم وضرورة حثهم على ممارسة الرياضة والتمرينات يوميا.